لودي شمس الدين - جلالة الميم/أقدسك... شعر

كان الليلك أشد حلكاً من الغيم الرمادي...
يد الطير ضباب...
فم الفراشة بئر...
عين الريح حقل...
ملامح الوردة نار...
صوت المدى ماء...
ضحكات الشمس خوف...
وقلق الغابات زمناً بألف رأس للفناء...
كان وجهك كالقمر تحت البحر...
كلما بكى اتسع الضوء وكبرت اللآلئ الفضية داخل المحار...
في تربة يديك أصل اللغز والوضوح...
وفي طين أصابعك حزن حاد للوحدة والسر...
لم ترحل،رقائق الذهب فوق جبينك مدن مهجورة...
لم ترحل،أعود إليك كلما غُرزت الخناجر في النجوم...
وعلا صوت الحجر الأسود في جسدي...
نزف في اللقاء، في الغياب و في شروخ القدر...
من السماء حتى اتجاه اعصاب قدميك،أُقدسك...
من النهر حتى مجرى الدمع في عينيك،أُقدسك...
نزفٌ في الموسيقى،في الظلال العمياء و كؤوس الغيب...
الموت طوفان الذاكرة حول العشب والرصاص...
والحياة خشوع روحي لجلالة أنفاسك الباردة...
وجهان وموجتان يتحدان،يتباعدان،ينفصلان ويتناقضان...
من الصمت حتى أول مسلَك للوجع فوق ذراعيك،أُقدسك..
ومن آخر نقطه دم رأيتها فوق قبرك حتى يوم الدين"أقدسك"...
كان وجهك كالبحر يخفي كل فراغات الصوت والشوك...
كلما ضحك صغرت الجبال،الشجر والنوارس...
آهٍ كم أقدسك يا جلالة"الميم"...
ميم الحب،ميم القصيدة، ميم النور،ميم الأمان..
ميم الوجود،ميم الميزان،ميم الجرح،ميم الآخرة...
وجهان وموجتان ناعستان لفجر واحد،يغنيان،يتعانقان ويتباعدان...
لم ترحل...
الهواء عليل،الدخان مريض والقلب ضفة القتلى...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى