قيس مصطفى - هذا هو الشِّتاءُ إذن..

هذا هو الشِّتاءُ إذن
يمدُّ لسانَهُ ويلعقُ وجهَ الزَّمان
سَيُكْنُسُ القمرَ الظَّلامُ، ويأخذهُ من مكانهِ
إلى مكانهِ..
حيثُ أحواشِ السَّماءِ تتدافعُ فيها النُّجوم
هذا هو الشتاء إذاً
ولأجلسنَّ على أبوابِ المدينةِ أحييه
وأنظرُ إليه كيفَ يُميتُ الخُضرةَ والفيءَ وأعشاشَ الطُّيور الحمقى، وذكرياتِ العشبِ الذي تحتَ الشَّجر
وهذه هي الغيوم المُضْجِرات، وأنظرها ولِهَاً، ولا كأنِّي رأيتُ غيمةً قط.
وهذا هو المطر الفضيُّ أنْشَدِهُ بهِ؛ كأنِّي ما شربتُ يوماً ولا مزجتُ يوماً صِرفاً بِصِرف
وهذه قناني النَّبيذ الأنيقات؛ جئنَ من أحلامِ الكُروم إلى أكفِّ الأوَّاهين.
المزهريةُ ستظلُّ عندَ النَّافذة
الكتبُ ذهبنا بها إلى القبو
اشترينا قهوةً عربيةً
وصبَّاراً
الحصان البلاستيكيُّ على الطاولة
رياضيات وفيزياء ولغات
ورقٌ أبيض وأقلامٌ في فنجان
حسناً يالرِّيحُ العدَّاءة
ليسَ هناكَ ما أخشاهُ
عدا أنَّه سيولِّي وجهَهُ موسمُ التِّين
ولن يظلَّ هناكَ بطيخ، ولا ذرةٌ للشِّواء
وهذهِ أشياءٌ ما عادتْ ضرورةً
في مواسمِ الجوع
سأتبعُ الغرباء حتَّى نهايةَ المصير الذي لي بينهم
وسألحقُ الموتى حتَّى أضيِّعهم، وأصرفَ أنظارهم عن عصفور يدرُجُ أمامَ حبيبتي
وإذا جاءَ الثَّلج من أقصى شمالٍ تعرفهُ بوصلةٌ
سنحضرُ أفلام تافهة
ونشربُ شاياً عظيماً
ولن أرتجفَ أبداً
لأنَّ وزغاً عظيماً
ينفخُ -منذُ خلقتُ- على نار الحب
في قلبي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى