أريج محمد أحمد - طيفٌ في الأسر...

أنا مُقيدةٌ ... أظنني في الأسرِ منذُ زمنٍ بعيد ...
أخافُ مِن كُلِ شيء ...
أرتبِك اذا شعرتُ بنسمةِ الحُرية تقترِبُ مِني ...
أظنني نسيت كيفَ أتنفس خارِج جُدران أسرِي ...
في داخلي شيءٌ يكبُر رغم كل شيء ...
أهابهُ كثيراً ...
أشعر أنه سيبتلعني ذاتَ يوم ...
وتبقى جدرانُ الأسر مُحيطةٌ بطيفي ...
الآن عرفتُك ...
أنتَ ذاك الشيء الّذي كانَ يكبُر بداخلِي ...
كنتُ أهابه ولكنه كانَ مُكللاً بالنور ...
وهلِ النور يُؤذِي ؟؟؟...
النورُ يُضُيء ...
النورُ يهدِي ...
النورُ يُبدِد الخوف ...
يكبرُ النورُ أكثر ...
يتمدد ...
يجهر ...
و أنا أهابُه أكثر ...
يتلبسُني ...
أنا أُضيء ...
لا يُمكنِني ذلِك ...
ينبعثُ النورُ من داخلِي ...
أكثر...
يَرهِقني ...
لم أعتدْ ذلك ...
أنا فقط أعرِف جُدراني ...
وما تجودُ به الصُّدوع من بصيصِ الآمال ...
قانعةٌ متهدلةُ الكتِفين ...
يكبرُ النورُ أكثر ...
وأنا لا أعرِف شيئاً ...
يسألُني ...
يمُدُ يداً ...
يسألُني ...
يتبددُ من كُلِ أرجاِئي ...
يسألُني ... ويُلِح ...
لا أعرِف شيئا ...
أتقوقع ...
قلمِي مكسُّور ...
أتقوقع ...
في قبضتِي حروف ٌبلا نقاط ...
أتقوقع ...
مُظلِمةٌ كما كُنت ...
رُبَما أكثر ...
فالنُّور كان مِن النّارِ ...
والنّارُ تحرِق ...
وأنا لا أعرف شيئاً ...
أتقوقع ...
طيفاً وبقايا حريق خلف الجُدران ...
لن أكتبَ حرفاً بعد اليوم....
مَن يقرأ نصاً يكتُبُه طيف بحروفٍ مِن دُونِ نقاط ...


أريج محمد أحمد _ السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى