المنصف المزغني - الوردة والإسمنت

-1-
الحدِيقَهْ
حَلُمَتْ دَوْمًا بِأَنْ تَبْقَى حديقَهْ.
تَـنْشُر الوَرْدَ وَتُهْدِي الرَّائِحَهْ.
لِعَشِيقٍ وَعَشِيقَهْ.
-2-
وَالحَدِيقَهْ
حَلُمَتْ يَوْمًا بأن تَلْقَى صَدِيقَهْ
زَارَهَا العُشَّاقُ يَوْمًا:
صَارَ للورْدَةِ مَعْنَى.
فَصَّلَ العُصْفُورُ لَحْنَا
للْفَرَاشَات الرَّشِيقَهْ.
-3-
وَالحَدِيقَهْ
حَلُمَتْ يَوْمًا بِمَنْـزِلْ
كَالـمَـنَازِلْ.
عِنْدَها...
جَاءَتْ رُؤُوسٌ
وفُـؤُوسٌ
وَمَـعَاولْ
غَطَّت الوَرْدَ بِإسْمَـنْتِ الْمُقَاوِلْ.
-4-
عِنْدَمَا حَطَّ الـحَجَرْ.
فَوْقَ أَعْنَاق الزَّهَرْ.
دَقَّت الوَرْدَةُ نَاقُوسَ الـخَطَرْ.
***
نصيحة في السياسة


-أ-
صَادَفْتُ فِي الطَّرِيقْ
امْرَأَةً جميلةَ القَوَامْ
قُلْتُ لَهَا:
"يَا أنْتِ يَا جَمِيلَةَ القوام"
لَمْ تَلْتَفِتْ إِلَيّْ
حَسِبْتُهَا بَكْمَاءْ
-ب-
سَأَلْتُ عَنْهَا شَيْخَةً في الحيّْ
فأَكَّدَتْ لِي:
"سَمْعُهَا قَوِيّْ
لَكِنَّهَا مِنْ كَثْرَةِ الكَلاَمِ
لَمْ تَعُدْ تُصْغِي إلَى الكَلامْ
إنْ شَابَهَ الكَلاَمْ
أَخْطَأْتَ يَا بُنَيّْ
فَلاَ تَقُلْ لامْرَأَةٍ جَمِيلَةِ القَوامْ
"يَا جَمِيلَة القَوامْ".

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى