هند زيتوني - ريشة الخريف الآثمة

كنتُ أُصلِّي منذ زمنٍ بعيد
ولكنني لم أعرف
اتِّجاهَ قِبلةِ العشق .!
أغتسلُ تحتَ دموعِ السماء
ولا أثرَ لطعنةِ حبٍّ واحدةٍ
على جسدي .
تحترقُ أيَّامي كلّما...
لَثَمَ قرصُ الشَّمسِ الممهورِ بالدَّمِ حافَّة الأفق .
أخافُ أن تمضيَ الأحلامُ
و أصبحَ كشجرةٍ هرمة
وتبقى أنتَ جواداً يافعاً
تصهلُ بكلِّ عنفوانِك
الحبُّ ضرورةٌ في الحياة
لأنثى تحافظُ على جمالِ ملامحِها
من ريشةِ الخريفِ الآثمة
مالذي يفتِّتُ قلبَ امرأةٍ
لم تعرفِ الحبّ ؟
ما الذي يجعلُ قلبَها يسيلُ
بين أضلاعِها ؟
يا سيِّدَ التائبين
كيف يتوبُ الإنسانُ عن شغفِه
وكلُّ ماوهبَتْهُ له الحياةُ
يجري في الدَّم ؟
أحاولُ أن أكتبَ إليك ...
و كأنَّ الأبجديَّاتِ كلَّها اختفَتْ
الأرضُ ابتلعَتْ ماعليها من الحبر ولَم يبق لديَّ ...
سوى لغةِ العيونِ والأصابع.
يا سيِّدَ الحزن
مازلتُ أعتنقُ السِّيرَ ...
على جسرِ الوحدةِ الطَّويل
لاتحرَّرَ من صوتِك
وأصلَّي لأجلِ عطرِكَ العالقِ في جسدي
أبني خيمةً في الهواء
لأدخلَها حين أشعرُ بالسَّأم
أربحُ معركةً في الحياة
ثم فجأةً!!...
أخسرُ كلَّ معاركي معك
على الأقل..
لا أحدَ يقولُ عني بأنني جبانة
لم أُجرِّبْ صعودَ الجبال
و نزولَ الوديانِ الممتلئةِ بالعقارب
صعدتُ إلى هضبةِ قلبِك بصعوبة
أليستْ عقاربُ الوقت
أخطرَ ما في الوجود ؟
تسرقُ عمرَكَ دون أن تشعرَ
إلا وأنتَ على حافِّةِ القيامة
تقرعُ أجراسَ موتِكَ وأنتَ
مصابٌ بالصَّممِ الكامل .

هند زيتوني .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى