رياض السامعي - منفى لآلهة البحر

نسيَنْتُني
والحزن أعشب من ندى عينيكِ فوجاً من مرايا
فنَسَلتِ من دمع البنفسج سورةُ للرملِ
نسرَنَها الرحيل إليَّ أطواراَ تكاشفني انصياع الضوء
في النهد الذي فسْفَرتِه طرقاَ من الياقوت
فامتَلئي بهاوية انبعاثي من الشظايا

قولي يا(أنايَّ)
تغَرَّب العشاق تهذيباً لأيقنةِ انتظاركِ
" لاندلاق الحب "
ماجوا في أوانٍ فُخِّرَت آناتُها ذكرى
لهديلةِ الصدى المشطور بالإعياء
من صدأ الطلاسم في طِلاء الخوف جاء.

قوليه نيسَنَةًً كوجهي
حينما تُثْكِلْهُ أسئَلَتي اللواتي غمرتهن
بلوعتين من النشيج :

ربما!!
أنطَقْتِه خجلاً وسار إليك وِتراً
ثالث الاثنين يرسف بالمُنى الثكلى
وهااااا .. إن المدى أعياه في ضجر الزمان الريحُ
فانزلقت أحاجي الرافِدِينَ إلى الندى
المزروع في كََنفِ الغبار الرخو
واستلقى على أجفان بهجته محار الصوت

عاد كبرتقال القلب ، نيروني المرايا
آب إلى خيام البحر موتى المتعبون
عادوا يقطرون شوارداً من خمرة الذكرى ..
والمدائن تلفُظُ الشعراء من قلقٍ يؤنسمَهم
- في الدخول إليَّ - حزناً حادي الصرخات
أسطَرَني كرؤيايَ التي ذاويتها إرباً من الأوجاع تطفو
حيث كانوا في هناك
يقطفون الحزن أعماراً تحدق في الرياح
وحيث كانت في هنايَ
تُدير فُرْقَتها صباحاً مثقلاً بالموت صاحبتي
صاحبتي التي صَهَرَتني فيَّ كغيمةٍ
أرِقَتْ يساهرها ارتيابٌ ذابلُ الأشذاء ..
خنجَرَهُ كرمانِ الأماني الحارقات العشقُ
أهذي في الغياب:

بكِ يا أنا أثمَلتُ أبواب القصيدة
كالرجاء ببهجة ذبَحت أغانيها
- كصارية النوارس – طاوياتُ الليل

بكِ يا أنا أمكنْتِي رفضَك بالأنا المشنوق
بالأمل الطريد ، من الوجوه العاصرات الحزن
كالسلوى

واستفاق المتعب القروي يعقوباً جديداً
طار في عينيك مكلوماً بأنسِ يمامةٍ
أنْقَصْتَني مني
وغادت في أقاصي الروح وانفلقتْ ، شجونٌ شاحباتٌ
وجْدَنَتْ نسيَانها والصمتَ
أولى أمنيات الموت بالرؤيا

ألا فلتشهدي :
أني انبلجتُ مساكناً للريحِ وانتَشَرَتْ
طيوراً من بنفسج في منافيها دموعي
كلما واجعْتُها هَدِلَتْ
وبثت نايها للشَّهد تقريباً وأطوار الرحيل:

لا أنتِ مني .. ولا أنا
اثنان من تعبِ الهوى اتفقا
على موتٍ إضافيٍ يطيل الروحَ
حتى تغمر الذكرى شوادي القلب أشباحاً من الفقراء
فامْشَي في الرحيل إلى نهاياتي
فقد أزمَنْتِ أحزاني
وجِلْتِ المنتهى .. أطلالَ صائفةٍ
بحبٍ طاعنٍ في التيهِ .. فاكتملي
على أنقاض غربَلَتي تماماً من مصابيحي
واكسري قلبي القديم بطعنةٍ جَذلى
تُعَدّل صوت قافيتي :
ألا ليت الهوى عدن ويا ليت الذي
قد ماتَ في عينيكِ كان رفاتي...

2007 - عدن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى