علجية عيش - حديث الصباح.. هكذا وقع العرب في شباك إسرائيل

في ظل العبث بالمصير العربي فقد العرب مشروعهم الحضاري ، كان على هذه الأمة أن تحافظ على وحدتها العربية لو حافظت على روابطها و وضعت لنفسها خطة واحدة تسير عليها في علاقاتها مع غيرها من الأمم و تتعاقد و تتحد على تنفيذها، و لكن الخلاف و تغليب المصالح الإقليمية و الحفاظ على الحدود قادها إلى الإنهيار و هو ما نراه الآن في التطبيع مع إسرائيل تحت غطاء اقتصادي، و من الصعب على العربي التخلص من كابوس الغرب المستعمر

تكون المجموعة ضد المجموعة عندما تتضارب المصالح فيما بينها، و قد تحدث نزاعات و صراعات بسبب عامل من العوامل ، و تكون النتيجة انهزام سلطة إحداهما و فشل عزيمتها أو انهزامهما معا و بذلك تفقد حكمها كلما هددها خطر خارجي، لقد وجد المستعمر في المغرب العربي مشتلة لتطبيق تجارب علمائه فأرسل خبراءه و ضباطه العسكريين لدراسة هذا المجتمع و معرفة مظاهر حياته الاجتماعية ثم محاصرته من مختلف الجوانب إلى حين السيطرة عليه، و هكذا تمكنت السوسيولوجية الاستعمارية من تفكيك وحدة المغرب العربي أو المجتمع المغاربي من خلال سياسة فرق تسد، من هنا بدأ المغرب العربي يعرف الانقسامات و بدأت صفوفه تعرف الوهن و النفور بين أفراده، و لنا في التاريخ دلائل عندما دخلت جيوش المغرب العربي في حروب دموية في الفترة التي كان يديرها الأتراك بين 1515 حتى سنة 1830.

كان لوزارة الحرب الفرنسية دور هام لمعرفة خصوصية المجتمع المغاربي، و التعرف على ما تكتنزه الصحراء من معادن، فقامت بإنشاء معهد للأبحاث الصحراوية عام 1940 و المنظمة المشتركة للأقاليم الصحراوية، و تمكنت السوسيولوجية الإستعمارية من زرع سمومها في الوسط المغاربي و تقسيم المغاربة ، مثلما هو الشأن اليوم في قضية الصحراء الغربية و حتى خارج حدود المغرب العربي، بدليل الانشقاقات التي يشهدها الحكام العرب و عدم الفصل في القضايا المصيرية و نصرة الشعوب التي ما يزال النقاش حولها بين مد و جزر بعد إعلان دول عربية تطبيعها مع إسرائيل ، بتحريض من أمريكا التي جعلت التكتل و التحالف في سياستها لدرجة أن رئيسها الأسبق تشرشل خاطب الأمة الأمريكية يوما قائلا: "لا مانع عندي من محالفة الشيطان إذا كان ذلك في مصلحة أمتي و وطني"، كان أمام العرب أربح ورقة في عالم التكتل، كما يقول ابن خلدون، و لو جربوا أن يلعبوا بها جديًّا في يوم ما، لما وصل بهم الوضع إلى هذه الحال.

لقد زهد العرب في إخوانهم فانقسموا و تفرقوا، بعضهم آزر الجانب الإسرائيلي عن طريق التطبيع، و آخرون تخلوا عن قضية كانوا قد أيدوها و طمحوا في تحقيقها و هي مشروع بناء "اتحاد المغرب العربي" ، رغم استقلال دول المغرب العربي، فقد حرصت أمريكا على بسط نفوذها في هذه المنطقة عن طريق التطويع في القضايا المرتبطة بمصالحها، حيث أشركته في الصراع العربي الإسرائيلي، ليس لصالح إخوانهم العرب في فلسطين، بل لبناء الجسور بين الدولة العبرية لإنهاء الحرب ضد إسرائيل، و توسعها ، كما استغلت أمريكا النزاع المغربي الجزائري حول مسالة الصحراء الغربية و استغلت الأزمة الاقتصادية الموريتانية و هذا بسبب التجاهل العربي و المغاربي لأوضاعهما، هذا الفشل سببه أن النخبة العربية المثقفة لم تتعاط مع الواقع القائم و سارت في اتجاه النخب السياسية التي ترى أن زرع الوعي في أوساط الناس لا يخدم مصالحها ، و لذلك تسعى النخب السياسية ( الحكام العرب) إلى ضرب الروابط الوطنية التي توحد العرب و تجمع شملهم .

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى