عبدالله محمد - نساء ُ قدير ْ

أرأيت َ نساء َ ( قدير )
يَنهضن الفجر َ
لجلب ِ الماء ِ
و وقد ِ النار ِ
و حلب ِ الشاء ْ ؟
قريبا ً تضطرب ُ الأكواب ُ ...
و يسري الشاي ُ الفاخر ُ
في الأنحاء ْ
تصحو الحيشان ُ بأُنس ِ الصبح ِ
و عبق ِالقهوة ِ ..
ثرثرة ِ المذياع ِ
و مبتدأ الضوضاء ْ
يرتفع ُ هدير ُ الشاحنة ِ الغبراء ْ
تضج ُ الطاحونة ُ في نزق ٍ ..
تتهادى في الطرقات ِ
النسوة ُ و الأطفال ُ
و يصحو جرس ُ المدرسة ِ
المُتصاهل ِ
مِن بعد ِ الإغفاء ْ .
و نساء ُ قدير ْ
من بعد الطهو ِ
لهن ّ مع القيلولة ِ
طقس ُ مؤانسة ٍ و صفاء ْ
يَجدلن َ مع رشفات ِ البُن ِ ضفائرهن ّ .
أنامِلُهن َّ
تُراقص ُ أسْدِية َ القش ِ المصْبوغ ْ..
يَضفرن َ بُروشا ً زاهية َ الألوان ْ
يَصنعن َ
قِفافا ً ، وَنْدالات ٍ ، أو تَبروقات ِ دُخان ْ
و يُزيّن ّ دَرادِرهُن ّ
بلوحات ِ الودع ِ المُتماوج ِبين َ الكُجَر ِ
و بث ِ الهبّابات ِ على الجدران ْ
و نساء ُ قدير ْ
ربات ُ الحكمة ِ
و الأدعية ِ الممتدة ٍ بين مجالسهن ّ
و أضرحة ٍ خضراء ْ
يَندَهن َ بلهجتهن َ العذبة ِ
إذ يرمين َ الودع َ
و يستمطرن َ الخير َ
دعاء ً إثر َ دعاء ْ
و لهن مع الآصال ِ هوى ً
فيَصُلن َ إذا حَر َّ المردوم ُ
و طوّف للأفراح ِ نداء ْ .
و إذا ما حل ّ مساء ْ
يمشين َ .. جآذر َ
يتبعُهن ّ شذي المجموع ِ
و بوْح ُ الشيح ِ ..
يعطّرن َ الأرجاء ْ
تتوهج ُ خلف َ نَضارتِهن ّ
دماء ُ الفونجِ ..
العرب ِ ...
و تقلي .. واللونقان ْ
و شموخ ٌ من ماض ٍ وضّاء ْ
لولاه - يَقُلن َ - لما
رفرف َ للمهدي لواء ْ
فهنا بايعه ُ الناس ُعلى عزم ٍ و ولاء ْ
في تلك الساحة ِ قد صلّى ..
و هنا وافته رابحة ُ العداءة ُ ليلا ً بالأنباء ْ
و هنالك َ تربض ُ دار ُ المك ِ
يظللها مجدٌ
يتوارثه ُ الأبناء ُ عن الآباء ْ
و عند َحلول ِ الليل ِ
تجود ُ نساء ُ قدير ْ
على الأطفال ِ
بفيض ِ حكايات ٍ ..
و علي الأضياف ببعض ِ عَشاء ْ .
و ينمن َ علَى وعد ٍ للفجر ِ
بجلب ِ الماء ِ
و وقد ِ النار ِ
و حلب ِ الشاء ْ.

عبدالله محمد عبدالله
مانشستر/ نيوهامشير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى