شرب قهوته ، رمى ما في منفضة السجائر في سلة الأوساخ، دس علبة سجائره و قداحته في جيب معطفه الشتوي بعد أن اشغل سيجارة أخرى و خرج ببطء من البيت .
كان الطقس باردا بالرغم من أن الشمس كانت مشرقة .
أخرج سيجارة و اشعلها و راح و هو ينفث دخانها يشكر الله و يحمده لأنه لم ينس سجائره في البيت .
وصل إلى موقف الباص ، كان عليه أن ينتظر عشر دقائق حتى يتحرك الباص ، دخن خلالها سيجارتين .
جاء الباص فأستقله . لكنه بعد قطع نصف الطريق اضطر للنزول مثله مثل أغلب الركاب لأن اصطداما حصل بين الباص و سيارة شحن ، أشعل سيجارة و بدأ بالمشي ، بعد مسير نصف ساعة تقريبا وصل إلى ساحة المدينة المليئة بالمطاعم و المتاجر و المكاتب المغلقة أكثرها بسبب وباء الكورنا .
وقف في منتصف الساحة ، حاول تذكر أي متجر عليه أن يدخل و أي شيء عليه أن يشتري فهو ما خرج من البيت إلا لشراء شيء ، يتذكر ذلك جيدا نعم يتذكر أنه خرج لشراء شيء ، لكنه لا يتذكر مطلقا ذلك الشيء .
دخل عدة متاجر معتقدا أن رؤيته للبضائع قد تذكره بما يريد شراءه ، لكن ذلك لم يسعفه أيضا .
ظل بتجول في الساحة عدة ساعات دون فائدة .
كادت سجائره أن تنفد و هو يمشي في الساحة معتصرا ذاكرته ،
لكن كل محاولات التذكر باءت بالفشل .
فقرر العودة للبيت . في طريق العودة ظل يحاول التذكر دون جدوى .
وصل البيت ، تناول طعام العشاء و هو يفكر بالشيء الذي نزل الساحة من أجل شرائه ، لكنه مع الأسف لم ينجح في تذكره .
جلس بعدها و ظل يفكر بالشيء الذي أراد شراءه حتى الصباح عبثا .
في اليوم الثاني عاد و نزل إلى ساحة المدينة و دخل كل المتاجر المفتوحة لكنه لم يتذكر قط الشيء الذي اراد شراءه .
فعل ذلك لمدة أسبوع ، لكنه لم يتمكن من تذكر ما أراد شراءه بأي شكل من الأشكال .
لم يعد بإمكانه فعل شيء و لا التفكير إلا باسم ذلك الشيء الذي أراد شراءه ، احتله ذلك التفكير ، دخل في معركة التذكر هذه دون أي رضاء منه أو قبول .
أراد الاستسلام و الإنسحاب من هذه المعركة و لكنه لم يقدر ، كم هو قاس و مضن أن لا بعود المرء قادرا لا على خوض معركة فرضت عليه و لا على الاستسلام فيها .
فمر أنه لو كان يملك ما يكفي من النقود لشراء كل البضائع الموجودة في كل المتاجر لاشتراها كلها ، لكنه سرعان ما استبعد تلك الفكرة أولا لأنه لا يملك النقود و ثانيا لأن شراء كل البضائع لن تعني بأنه تذكر .
سأل الله كثيرا لكن الله لم يرد عليه مطلقا .
قرر أن يبتعد عن مدينته و يسكن في مدينة أخرى ، مفكرا أنه بهذه الطريقة سيشعر بالحنين لمدينته القديمة فالحنين يجعل الإنسان يستعرض ذكرياته ، لعله بذلك يتذكر أنه ذات يوم نزل إلى ساحة مدينته القديمة لشراء شيء و عندها قد يقفز اسم ذلك الشيء الذي أراد شراءه في ذاكرته .
إنه الآن يسكن مدينة بعيدة يحاول في كل اللحظات تذكر ذلك الشيء الذي أراد شراءه .
كان الطقس باردا بالرغم من أن الشمس كانت مشرقة .
أخرج سيجارة و اشعلها و راح و هو ينفث دخانها يشكر الله و يحمده لأنه لم ينس سجائره في البيت .
وصل إلى موقف الباص ، كان عليه أن ينتظر عشر دقائق حتى يتحرك الباص ، دخن خلالها سيجارتين .
جاء الباص فأستقله . لكنه بعد قطع نصف الطريق اضطر للنزول مثله مثل أغلب الركاب لأن اصطداما حصل بين الباص و سيارة شحن ، أشعل سيجارة و بدأ بالمشي ، بعد مسير نصف ساعة تقريبا وصل إلى ساحة المدينة المليئة بالمطاعم و المتاجر و المكاتب المغلقة أكثرها بسبب وباء الكورنا .
وقف في منتصف الساحة ، حاول تذكر أي متجر عليه أن يدخل و أي شيء عليه أن يشتري فهو ما خرج من البيت إلا لشراء شيء ، يتذكر ذلك جيدا نعم يتذكر أنه خرج لشراء شيء ، لكنه لا يتذكر مطلقا ذلك الشيء .
دخل عدة متاجر معتقدا أن رؤيته للبضائع قد تذكره بما يريد شراءه ، لكن ذلك لم يسعفه أيضا .
ظل بتجول في الساحة عدة ساعات دون فائدة .
كادت سجائره أن تنفد و هو يمشي في الساحة معتصرا ذاكرته ،
لكن كل محاولات التذكر باءت بالفشل .
فقرر العودة للبيت . في طريق العودة ظل يحاول التذكر دون جدوى .
وصل البيت ، تناول طعام العشاء و هو يفكر بالشيء الذي نزل الساحة من أجل شرائه ، لكنه مع الأسف لم ينجح في تذكره .
جلس بعدها و ظل يفكر بالشيء الذي أراد شراءه حتى الصباح عبثا .
في اليوم الثاني عاد و نزل إلى ساحة المدينة و دخل كل المتاجر المفتوحة لكنه لم يتذكر قط الشيء الذي اراد شراءه .
فعل ذلك لمدة أسبوع ، لكنه لم يتمكن من تذكر ما أراد شراءه بأي شكل من الأشكال .
لم يعد بإمكانه فعل شيء و لا التفكير إلا باسم ذلك الشيء الذي أراد شراءه ، احتله ذلك التفكير ، دخل في معركة التذكر هذه دون أي رضاء منه أو قبول .
أراد الاستسلام و الإنسحاب من هذه المعركة و لكنه لم يقدر ، كم هو قاس و مضن أن لا بعود المرء قادرا لا على خوض معركة فرضت عليه و لا على الاستسلام فيها .
فمر أنه لو كان يملك ما يكفي من النقود لشراء كل البضائع الموجودة في كل المتاجر لاشتراها كلها ، لكنه سرعان ما استبعد تلك الفكرة أولا لأنه لا يملك النقود و ثانيا لأن شراء كل البضائع لن تعني بأنه تذكر .
سأل الله كثيرا لكن الله لم يرد عليه مطلقا .
قرر أن يبتعد عن مدينته و يسكن في مدينة أخرى ، مفكرا أنه بهذه الطريقة سيشعر بالحنين لمدينته القديمة فالحنين يجعل الإنسان يستعرض ذكرياته ، لعله بذلك يتذكر أنه ذات يوم نزل إلى ساحة مدينته القديمة لشراء شيء و عندها قد يقفز اسم ذلك الشيء الذي أراد شراءه في ذاكرته .
إنه الآن يسكن مدينة بعيدة يحاول في كل اللحظات تذكر ذلك الشيء الذي أراد شراءه .