لا أعرف بالضبط مصدر هذه التسمية "طربشان " لكنها متداولة على أية حال، وهي تعني الطبقات السوداء التي تغطي الأسنان بسبب الإهمال وانعدام النظافة، وأفضل تطبيق لها هي منطقة " البربادة " الواقعة شمال البصرة في القرنة.
حيث أغلب سكان هذا الجزء الصغير من قرية "الشرش" والقرى المجاورة ينمو بكثرة بين أسنانهم هذا الطربشان، وهم مولعون بكرة القدم حتى الأطفال منهم.
ما يميز أبناء هذا الحي أنهم يعانون من تشوهات بيولوجية واضحة، فهناك مجموعة تعاني مثلاً من نقص في فقرات الظهر، فيبدو الشخص كما لو أنه تعرض للضغط بمنغنة، وهناك مجموعة بنصف فروة رأس، وآخرى تعاني من تقوسات في الساقين الى أن تصل سلسلة النقص البيولوجي هذه الى عبد السادة او" كرَيفس" كما يسمونه في القرية تندراً.
وهذه الكلمة "كرَيفس" مشتقة من نبات الكرفس، وهي بكل الأحوال أفضل من كلمة "عبد" ودلالاتها الشائعة لدينا، والتي هي خارج الإحراجات التي يمكن أن يسببها ظهور مفهوم العنصرية عالمياً، وكيف نمى وتطور لاحقاً.
بل إن هذه الحكاية نفسها سوف لن تتأثر بذلك المفهوم، مفهوم العنصرية ولن تخجل، لانها حكاية أحد أبطالها الطبيعة، وأنا عنصري الى جانب الخلل الذي تسببه تلك الطبيعة!
دخل كرَيفس الى المدرسة وخرج منها دون أن يكمل الصف الأول الابتدائي، والسبب أنه يعاني من تشوهات بأصابع قدمه اليسرى، حيث يتطرف إصبع قدمه الأخير ليصل الى بداية القدم عند الساق.
وهذا سبب كاف لأن تطرده سخرية المجتمع والبيولوجيا من المدرسة، وتطرد الفرح كذلك من حياته، إذ كان يود كما الآخرين أن يرتدي يوماً حذاءً يقيه من التقرحات التي تسببها أكوام الزجاج والأوحال التي تملأ القرية.
لكن ذلك كان صعبا للغاية حتى عندما طلبوا منه الالتحاق في الجيش أثناء اشتداد المعارك بين العراق وايران في البصرة. فكان يذهب أحيانًا الى الجبهة ببندقية كلاشينكوف ونعال "أبو الأصبع".
كان كرَيفس يقول دائماً إنه يحب الحرب، لأنها تشغل الناس عن السخرية. وكم تمنى لو أن تلك الساق اللعينة بترت في واحدة من تلك المعارك.
يقولها ببلاهة وعدم انتظام حتى أن البصاق يملأ وجوه من يتحدث اليهم، لكن هذا الكلام فيه الكثير من التزييف. إنه يحب فقط كرة القدم وأمه "فخيتة ".
حيث ما إن يعود من إجازاته الشهرية التي تتأخر الى 100 يوم أحيانا وأكثر، حتى يلقي بتحيته السريعة على حبل الغسيل وينزل مباشرة الى الملاعب، ملاقياً فريق الخصم، فريق الحي "ناهي" المؤلف من مجموعة من "النغولة" الذين يجيدون اللعب والسخرية.
وما إن تتحرك الكرة في الملعب، حتى تتكوّن دائرة من الغبار صغيرة، وسرعان ما تكبر، حتى تغطي المنطقة وبساتين النخيل، دائرة مؤلفة من الضحك والسخرية والغبار تكبر وتتسع، لدرجة كما لو أن البصرة كلّها تجمّعت في ساحة ترابية عامة، لكي تضحك على ساق كرَيفس!
حيث أغلب سكان هذا الجزء الصغير من قرية "الشرش" والقرى المجاورة ينمو بكثرة بين أسنانهم هذا الطربشان، وهم مولعون بكرة القدم حتى الأطفال منهم.
ما يميز أبناء هذا الحي أنهم يعانون من تشوهات بيولوجية واضحة، فهناك مجموعة تعاني مثلاً من نقص في فقرات الظهر، فيبدو الشخص كما لو أنه تعرض للضغط بمنغنة، وهناك مجموعة بنصف فروة رأس، وآخرى تعاني من تقوسات في الساقين الى أن تصل سلسلة النقص البيولوجي هذه الى عبد السادة او" كرَيفس" كما يسمونه في القرية تندراً.
وهذه الكلمة "كرَيفس" مشتقة من نبات الكرفس، وهي بكل الأحوال أفضل من كلمة "عبد" ودلالاتها الشائعة لدينا، والتي هي خارج الإحراجات التي يمكن أن يسببها ظهور مفهوم العنصرية عالمياً، وكيف نمى وتطور لاحقاً.
بل إن هذه الحكاية نفسها سوف لن تتأثر بذلك المفهوم، مفهوم العنصرية ولن تخجل، لانها حكاية أحد أبطالها الطبيعة، وأنا عنصري الى جانب الخلل الذي تسببه تلك الطبيعة!
دخل كرَيفس الى المدرسة وخرج منها دون أن يكمل الصف الأول الابتدائي، والسبب أنه يعاني من تشوهات بأصابع قدمه اليسرى، حيث يتطرف إصبع قدمه الأخير ليصل الى بداية القدم عند الساق.
وهذا سبب كاف لأن تطرده سخرية المجتمع والبيولوجيا من المدرسة، وتطرد الفرح كذلك من حياته، إذ كان يود كما الآخرين أن يرتدي يوماً حذاءً يقيه من التقرحات التي تسببها أكوام الزجاج والأوحال التي تملأ القرية.
لكن ذلك كان صعبا للغاية حتى عندما طلبوا منه الالتحاق في الجيش أثناء اشتداد المعارك بين العراق وايران في البصرة. فكان يذهب أحيانًا الى الجبهة ببندقية كلاشينكوف ونعال "أبو الأصبع".
كان كرَيفس يقول دائماً إنه يحب الحرب، لأنها تشغل الناس عن السخرية. وكم تمنى لو أن تلك الساق اللعينة بترت في واحدة من تلك المعارك.
يقولها ببلاهة وعدم انتظام حتى أن البصاق يملأ وجوه من يتحدث اليهم، لكن هذا الكلام فيه الكثير من التزييف. إنه يحب فقط كرة القدم وأمه "فخيتة ".
حيث ما إن يعود من إجازاته الشهرية التي تتأخر الى 100 يوم أحيانا وأكثر، حتى يلقي بتحيته السريعة على حبل الغسيل وينزل مباشرة الى الملاعب، ملاقياً فريق الخصم، فريق الحي "ناهي" المؤلف من مجموعة من "النغولة" الذين يجيدون اللعب والسخرية.
وما إن تتحرك الكرة في الملعب، حتى تتكوّن دائرة من الغبار صغيرة، وسرعان ما تكبر، حتى تغطي المنطقة وبساتين النخيل، دائرة مؤلفة من الضحك والسخرية والغبار تكبر وتتسع، لدرجة كما لو أن البصرة كلّها تجمّعت في ساحة ترابية عامة، لكي تضحك على ساق كرَيفس!