علي البدر - لغتنا الجميلة.. سلامًا.. سلامًا.. "دعوة مخلصة لأعادة صياغة مناهج اللغة العربية"

بحكم اختصاصي في التدريس، فقد وجدت أن معظم الطلبة لا يندفعون لدرس اللغة العربية وهذا يسبب لي ألمًا وحسرة. ولكن من السبب الطالب أم المنهج الدراسي؟
وللتوضيح أقول بأن إقحام المواضيع القواعدية التي لايحتاجها هي السبب حيث أن كتب القواعد فيها حشو واستنباطات من الممكن التعرف عليها عندما يختص بها في المراحل القادمة من الدراسة الجامعية. والغريب في الأمر أن المواطن الناطق باللغة العربية لايميز في كلامه بين أخوات كان وأخوات إن ولمجرد أن يتحدث بالفصحى نرى هذا الإلتباس حتى ولو تخرج من الجامعة كمحامي أو طبيب أو مهندس وغيرها. وقد شاعت الأخطاء الإملائية مثل أنتي وإليك وأشكركي. وأصبح مألوفاً للفرد وهو في أعلى مناصب الدولة أن يتحدث بلغة عربية غير سليمة وهو دكتور فلسفة أو رياضيات أو إجتماعيات.... أما الإلتباس في كتابة الهمزة فحدث ولا حرج كما يقولون..
ونتساءل: ما هو الحل؟
1) إعادة النظر بمناهج القواعد والتركيز على مايستعمله الطالب في حياته وهذا يتطلب التقليص في مفردات المهج؟
2) ينبغي تكرار الحقائق القواعدية في درس النصوص والمطالعة والإنشاء. فعندما يقرأ الطالب المحفوظة لابأس من المدرس أن يسأله لماذا هذه الكلمة منصوبة وهذه مرفوعة وما موقع الكلمة الفلانية من الإعراب وهكذا الحال مع بقية المواضيع.
3) ينبغي التذكير بالمواضيع السابقة وربطها مع المواضيع الجديدة ليتم التواصل وفي كل الأمور لابد من الإبداع في تدريس اللغة وتحبيبها إلى الطلبة.
4) بخصوص كتب النصوص لابأس من أختيار القصائد التي لاتسبب ضجرا وتعقيدا للطالب خاصة ما يتعلق بالشعراء القدماء.
5) ويبقى درس الإنشاء حيث يطلب المدرس أو المعلم كتابة الموضوع في البيت وهذا يجبر الطالب على اللجوء إلى أفراد عائلته لكتابته إليه باسلوب بسيط لكي لا ينكشف ما عمله الطالب. ويفترض من المدرس أن يتحدث بالموضوع الإنشائي ويكون نموذجا لطلبته وأن يسجل بعض الجمل والعبارات على اللوحة للاستفادة منها في التعبير ثم يشجع الطالب على الوقوف أمام الطلاب في الصف ليتحدث ويعبر عن فكرته مستغلًا حديث الاستاذ والملاحظات المثبتة، ولابأس أن تكون كتابة الموضوع في الصف في اليوم الثاني.
6) إن حب الطالب للغته يجعله راغباً في تطوير نفسه مستقبلًا ويكون العكس إذا انكمش منها.
7) وبالتأكيد يكون المدرس العامل الأساسي في تحبيب المادة من خلال التبسيط والتكرار وغيرها.
8) ليست العبرة في كثرة المادة الدراسية وإنما في جوهرها والغرض النافع من تدريسها. وقد لاينطبق هذا على اللغة فقط وإنما على جميع المناهج الدراسية في مختلف المراحل.
وأخيراً لابد لي من ذكر بعض الآراء عن لغتنا العربية عسى كلماتي المتواضعة أن تؤثر بأخوتي المسؤولين التربويين لتلافي السلبيات التي نعانيها في المناهج الموضوعة في عموم وطننا الحبيب.
تحياتي اليكم.
علي البدر
يقول الفرنسي إرنست رينان : (( اللغة العربية على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة .))
ويقول الألماني فريتاغ : (( اللغة العربية أغنى لغات العالم )).
ويقول وليم ورك : (( إن للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر. ))
ويقول الدكتور عبد الوهاب عزام : (( العربية لغة كاملة محببة عجيبة، تكاد تصور ألفاظها مشاهد الطبيعة، وتمثل كلماتها خطرات النفوس، وتكاد تتجلى معانيها في أجراس الألفاظ، كأنما كلماتها خطوات الضمير ونبضات القلوب ونبرات الحياة . ))
ويقول مصطفى صادق الرافعي : (( إنما القرآن جنسية لغوية تجمع أطراف النسبة إلى العربية، فلا يزال أهله مستعربين به، متميزين بهذه الجنسية حقيقةً أو حكماً .))


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى