عثمان تلاف - مذكرات مجنون

أخشى أن انفجر من فرط التفكير... هذا العالم لعين حقا!
أنا عاجز عن البوح، ليس لأجل قلة المفردات أو عجز تعبيري أو ما شابه فذا علاجه يسير. لكنني عاجز وهذا التعبير هو الدال على مدلوله هنا بدقة فلم أخترها عبثا. أحاول تبسيط الأمر. إنني أكاد أنفجر لفرط الإمتلاء. كيف يمكنني أن أعبر عن العالم؟!

نعم. أحمل العالم في رأسي. أعاني من ضجة العالم وسكونه، حزنه حزني وسروره سروري ، أنيين الجوعى والموتى قهرا من فرط الابتذال.
يموت الفقراء لأجل دينار يسد جوعهم بينما الأغنياء يسرقون الدول ويتوجون جوائز نوبل الثرية! أليس هذا ابتذال؟
المعاناة، الحروب والسجون الوائدة للأحلام، والمسافرون بلا عودة ولا وداع، البائعون كرامتهم من أجل حفنة مال!
الفقد والآلام التي تتسع لتشمل الأفراح، إنها أفراح مؤلمة!
التناقض البغيض، افلام تنتج لأجل الفقراء تبذل فيها الرأسمالية الوقحة ما يكفي لكفالة عشرات الفقراء.لكنه الإبتذال!
الزيف المقلق، المشاعر المبعثرة على قارعة الطرق وفي الزقاقات متنة الرائحة، النفاق المتفشي.
تشعر بالزيف في الترحيب والمجاملات الفجة والعناق والكلمات الخارجة من رحم الموت قهرا. إنه الإبتذال!

دول تمنع غيرها من صناعة السلاح وتقتل الأضعف منها لأجل سيادة مزيفة وأموال وثراء لتنشر السلام في العالم.
اسر مفككه، أمهات أهلكتها العقوق، فتيات متمردات على اللاشئ ومن أجل العدم. شباب يعبدون انفسهم. البؤس ولا ثم إلا البؤس. اشعر بالغثيان!

أعاني من مرض التفكير المزمن.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى