سعد الشديدي - ملائكةٌ ساقطون

لو كنتُ أذكى منَ اللهِ
لاكتفيتُ ببُعدينِ إثنينِ:
أنتِ وأنِت التي ستكونينَ بعد دقائقْ.

لو كنتِ أذكى منَ اللهِ
لأخترتِ وقتَ المساءِ
لكي تخلقيني - على مَهلٍ - كما ترغبين.

لو كانَ هذا الزمانُ النهائيُّ أذكى منَ اللهِ
كان تحوّلَ في لحظةٍ لا نهائيةٍ
الى صخرةٍ تَعبنا ونُمنا عليها
ولا نفترقْ الى أبدِ الآبدين!

لو كان ابليسُ أذكى منَ اللهِ
لارتدى طقمَ ملابسِه الذي خاطَهُ من غبارِ المجرّاتِ
وساعتَه الأوميغا
وخاتمَه الذي يشبهُ الليل.
وأقنعكِ بأنّ سريري هوّ الجنةُ المشتهاةُ،
وأني مَلاكٌ سقطتُ الى الأرضِ،
إذْ أبى وأستكبرَ" أنْ يكونَ من الراكعينَ.

رأيتكُ في عالمِ الذرّ ...
أنثى، يذوب الضياءُ على نهدها
وتنامُ ظلالُ السمواتِ في شعرها.
تعجبّتُ كيفَ لهذا الإله أن يخلقَ أمرأةً
ولا يتنازل عن عرشه ليصبحَ عاشقها
ينامُ طويلاً على ساعديها
ويغرقُ في شذى عطرها الـ J'adore حين يعانقها
ويشربُ من شفتيها نبيذَ الحقيقةِ.
لو كنتُ،
لو كنتِ،

لو كانَ

ولكننا عالقون هنا ... الآن!

كلنا عالقون.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى