محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - خربشات قد لا تعني شيئاً ابداً

خربشات قد لا تعني شيئاً ابداً
في الندم :
يقول الرجل المهترئ التفاصيل
الذي شاركني الزنزانة ذات ثمالة
" كانت الاحذية التي يشتريها ابي في صغري لا تعجبني اخبئها في مزرعة الاغنام في الخارج ، لتشتري لي امي احذية بديلة تُرضي ذاكرة الركض وسط تراب القرية المعتق بالمطر وخطوات الابقار واحلام الفتيات العائدات من النهر يحملن الثياب "
غادرت القرية لأيام وحين عدت وجدت القرية بأكملها تحترق. لم ينج شيء من القرية سوى الاحذية التي خبأتها خلف المنزل
فظللت اردد
ليتني خبأت عائلتي هناك
في الحنين :
لأكثر من ربع قرن ينهي عمله ويجلس على مقعدهما في الرصيف لأن مجنونة ما
داهمهما الوقت منتصف عناق في زمن بعيد فركضت تاركة وشاحها
ملغية وعداً بالعودة
قائلة "سنلتقي" غداً
منذ اكثر من ربع قرن وهو ينتظر الغد
منذ اكثر من خمس وعشرين عاما لم يأت الغد
وحين جاء الغد مصادفة
جاءه متجهما. رأه وهو يسلم إبنتها شهادة تكريمية من الجامعة التي يعمل فيها
رأته الربع قرن ، والقت إبتسامتها وسحبت ابنتها ولم تطلب وشاحها ابداً
جاءه الغد
كم كان الغد قاسياً عليه
كم كان
في المشاوير :
كنا
نحلق بعيداً
كان الابد هو مقدار ما نحتبس من انفاس اثناء القُبلة
والمطلق مدى المسافة التي نصعدها في العناق
وكانت المسافة تعني
الطرق التي تقودنا الى مشيئتنا التي نُشيدها في الحُلم
ونسيرها
بين حلميين
في الانتقام :
حطاب جرح غابة ليدفئ رجلي حبيبته
وعندما وصل
وجد المنزل باكمله يشاركه تلك الرغبة
"يحترق بالكامل"
يبدو أنه نسي الغاز مفتوحاً حين تركها نائمة
حول تلك الاحطاب لتابوت ، وبكاها بدموع جميع الغابات التي جرحها
ياللاوحشية الاخشاب
في قسوة الوقت :
اخبروها أن والدها اخذته السماء
فسألت ولكنه دُفن
همست لها أمها في اذنها وهي تبكي
لا يا صغيرتي ، ستأخذه السماء ليلاً عندما ننام
وفي كل يوم
تستلقي هناك ، تنتظر أن تتأتي السماء لتأخذ بذرة دُفنت حديثاً لتسألها عن والدها
الذي اخذته السماء قبل اعوام
الى إن باغتتها السماء
حين كانت تنتظر في المقبرة
اخذت السماء اخاها ايضاً من ارض اخرى ، وتركت له هذه المرة بدلة مثغوبة ، وبقع دم ، ورسالة صغيرة كتبها لفتاته
كانت قد كبرت قليلاً
فسألت امها بحنق هل السماء ايضاً من اخذت اخي ؟
فهمست لها امها هذه المرة
بلا دموع
وبكل الام الامهات
لا
أنه القديس يا صغيرتي
انه القديس
في المُدن :
لم تجد هي وحبيبها ركنا يتسع لقُبلة
فناما اسفل شاحنة بكامل الرغبة والدفء
تحركت الشاحنة ليلاً ودهستهما
فحررت المدينة جميع اقلامها ، و اوراقها لهما
ووضعت لهما مقبرة خاصة
وخصص شاعر مفتول اللهجة قصيدة كاملة لقصتهما
وأقسم روائي بأنهما كانا نموذجاً للحب الابدي
ولم يكونا سوى عاشقين يبحثان عن ركن
يتسع لقبلة
لهما الآن كامل الفراغ الغامض ، والمجهول الفضولي ، والربيع الخالي من فواتير الشتاء
عن المُدن الداعرة نتحدث هنا

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى