سامر كحل - مقهى الحجاز.. شعر

ها إنني أحتلُّ في مقهى الحجازِ
مكانَ من لم يأتِ
في هذا المساءِ..
أقلِّدُ الشعراءَ..
أُلبِسُ معطفي الشّتويِّ
للكُرسيِّ..
أطلُبُ قهوةً..
نرجيلةً..
أضعُ الحقيبةَ فوقَ طاولتي..
وأُفرِدُ صفحةً بيضاء..
ُأهذي..
أستديرُ..
أخطُّ شيئاً
ثمّ أشطُبُهُ..
وأُلقي نظرةَ الصّوفِيِّ
نحو النافذة..
مقهى الحجازِ
يضجُّ
بالمتسكّعينَ
العاطلينَ عن الحياةِ..
وبي...
_ إذاً..
لم تنتهِ بعدُ القصيدةُ..
_ لا أظنُّ ستنتهي!!
_ سيعودُ..
_ مَنْ؟!!
_ حلمٌ أضعتَهُ
في الطريقِ إلى هنا..
لملمتُ خلفكَ
أغنياتِكَ كلَّها..
كان الشُّرودُ
يفوحُ من عينيكَ
حين نسيتني
ودخلتَ للمقهى..
_ أتُراكَ تعرفُني إذاً..؟؟!
_ وأراكَ في كل الأماكنِ
مُذ وُلِدتَ
وليس لي لغةٌ سواكَ
وأنتَ.. تُغرِقُني
وتَغرقُ كالمراكبِ
في اللغاتِ
وفي الورق..
خُذ منزلاً لي
بينَ عُشبِكَ..
خُذ من الأشياء :
لا الأشياءَ..
خُذ منها
ظِلالَ.. ظِلالِها..
واترك على الكرسيِّ
معطفَكَ المُبلّلَ
والجريدة..
لا تُسعِفُ الآن
القصيدة..
إذ لم يعد للشعرِ
من جدوى
فقد ضاعت
قصائدُنا..
وقد ضاعت
قوافلُنا..
وقد ضاعت
قوافينا..
وضعنا..
فوقَ صحراءِ الحجازِ
بلا صدى..
لا تُسعِفُ الآن
القصيدة....
......
فتركتُ ما شطبت يدايَ
على الورق..
وخرجت من مقهى الحجازِ
تدُلُّ اوراقُ الخريفِ عليَّ
مكسوراً..
وحيداً..
فوقَ أرصفةِ الطُّرُق..
  • Like
التفاعلات: جوهر فتّاحي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى