منال هاني - تاريخ الصفصاف

طوبى لمن جاد بالملح على أضرحة الذاكرة، مازال احتضار التفاح قربان في حضارات الموت
طوبى لمن سعى للدمع في حقول المصير وهو مدرك ان دمعه لاينبت ليرقد على تخوم الانتظار ،لكنه بقي ناسكا يصلي ليصحو الضوء في بصيرة الضمير .
عادة قديمة طوقت حرفي بالخطيئة حتى انحنى الحرف بخطى الندامة في موعد سقوط جثاث اللوم فباغت تربة الاماني بطَرْقٍ أيقظ نزفها المشؤوم في تاريخ الصفصاف،
أبديةُ لحظتي في عينيك تقهر عدمية الحضور وانبعاث العطر في كيان نبضي المتباطىء الى غياهب وجعه المكتوب في اساطير كفوفي المهترئة بالصبر.
عتيق نبيذ دمعي ممتزج بخرافة السفر خلف مرآة الوعي، لا حظ يحالفه ليقفز خارج حدود قوانين الصدى والاطياف، ولا حرف يلوذ به في سفوح الأنين.
كم يشبه قلبي صبارة منفية على شرفة عطلت اشواكها انامل الشغف ، داخلها قارورة رهيفة رجمتها عيون الظن فحكم عليها بالنفي خارج منظومة الانصاف.
هل حقا هذا مصير ناي لهج بتسابيح الغزل فسفكت حروفه على محراب القدر ،وقع في مغبة الاسراف وأسر في لجة لوم ك مرارة الأسوار ،فأجهض القهر سحابة صمت غطت معالم الزمن المتكسر على هزيمة المنحنى ،
ماعدت امتلك سوى بضعة نبضات متنافرة وشهقات متواترة غلفتها لك بعبارة احتفِظ فيها أبعد مسافة تنئ بذاكرتك ، فأنا وانت والحزن أغنية صماء ،وألهة من ازمنة الابجدية نرمم مااتقنه فن الفناء ، توقفنا لمحاورة فراشات تفتش عن النور في مدن النور أيها المجبول من سالف الدهور ...


منال هاني

* نشر في جريدة النهار ليوم غد الأربعاء ٢٠٢٠/٩/٣٠ العدد ٢٢٣٠






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى