علجية عيش - الإنسحاب و المقاطعة

المواقف قد تكون إيجابية و قد تكون سلبية ، من خلال اتخاذ القرارات، من هنا تتداخل المفاهيم و المصطلحات ببعضها البعض كمفهوم "الإنسحاب" و "المقاطعة" لحضور مؤتمر سنوي مثلا مثلما نراه في الأحزاب السياسية التي تعيش صراعات داخلية ، أو مؤتمرا دوليا لطرح قضية سياسية يكون لها طابع دبلوماسي، تحضره أعضاء ( وفد) غير مرغوب فيه (ها) أو تربطها مع الطرف الآخر عداوة مستمرة لسبب من الأسباب فتقرر الإنسحاب، فهنا الأمر مختلف، فالإنسحاب مثلا تسبقه أسباب عديدة، إمّا المفاجأة أو عدم الدراية، أي قد يكون طرف ما وُجِّهَتْ لخصمه دعوة لحضور المؤتمر أو الندوة، ولا يعلم بأن خصمه في قائمة المدعوين، و بالتالي لا يمكن الجلوس معه على طاولة واحد، فنجده يقرر الإنسحاب مثلما نراه في الملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

الإنسحاب في هذه الحالة موقف سلبي و ليس إيجابي لأن عدم الحضور تكون له تفسيرات عديدة، و مثل هذه القرارات المسبقة لا تخدم الطرف الرافض، و قد يصفونه بالفاشل او لا يمتلك القوة و القدرة على المواجهة ، كان على هذا الأخير ( اي الطرف المنسحب) أن لا يكتفي بالبيانات يعلن فيها عن انسحابه، بل كان عليه أن يحضر المؤتمر أو الندوة من باب "الندية"، حتى لو كان خصمه إسرائيل، و لما يحين وقت افتتاح المؤتمر أو الندوة يعلن عن مقاطعته أمام مرأى المشاركين و وسائل الإعلام الدولية و يوضح موقفه، و يخرج من القاعة، فيكون هو المنتصر خاصة إذا حوّل النقاش إلى "مناظرة " و بهذا يوقع خصمه في حرج أمام الرأي العام الدولي لكن هذا ما لا نراه في الحكام العرب.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى