رياض السامعي -

- إلى فقهاء الموت، وعمائم الكراهية

- 1 -
بلِّلوا إناثكم
بروائح الليمون الصاعدة من سُرُرهنَ المتصلة بالرغبة،
إلى أرواحكم المعلقة بين أفخاذهن،
واغمروهن بزبد السماء المتبقي من قُبلةِ آدم،
وأحملوهن على روؤسكم،
كما يحمل الساقي أقداح الخمرة،
ظللوهن بموسيقى السماء حتى يطفو من روائحهن موج البحر.
اخلدوا إلى نهودهن،
كما تخلد الملائكة إلى تسابيحها،
واعصروهن في ليالكم الحالكة بالحرب،
مثلما تعصر الرحى غنائهن،
فالآن،
لم يعد مؤتمناً
على تركهن يعبثن بأجسادهن في سِلال الوحدة والوحشة،
وأنتم لم تعودوا معصومون من شغفهن ورقصهن.
نساءكم هن بخور قلوبكم ،
وهن حوريات الجنة اللائي ينتظرنكم
كلما تغلل الليل في أرواحكم،
فلا تنسوهن من قبلاتكم كل آنٍ وحين،
وعظموا صبرهن على قبحكم
كما تعظمون شعائر السماء،
فو الذي نفسي بيده
لو أن أحدكم سقط من حضن أنثاه لبعض الوقت
لأكلت ديدان الأرض عينيه،
ولتَثعبن رأسه بالحسرة والألم.
نساءكم هن نسائم الوقت
اللائي نفخن فيكم أرواح البهجة،
وهن ضحكاتكم الطائرة بين السماء والأرض،
هن صلواتكم ونسككم،
فلا تكسروا وجوههن بيأسكم،
ولا ترموهن بعبوسكم وقمطريركم.
واعلموا عباد الله
أن إناثكم يغسلن أرواحكم الصدئة
بماء الياسمين،
وأنتم قرود الأرض التي ابْتَلَتْ بها السماء
أرواحهن المعطرة بالأنوثة والجمال.
- 2 -
اتركوا لاناثكم
مساحة شاسعة للحب في قلوبكم،
لا تتسع لها الأرض ولا تظللها السماء،
وافتحوا في قلوبهن نوافذا للبهجة والفرح،
ولا تعضوا ابتساماتهن
كما تعضوا نواجذكم في حضرة الحب،
فإناثكم هن وقتكم وحياتكم
فلا تقتلوا وقتكم بالسخرية،
ولا تكسروا حياتكم بوجوهكم المكفهرة بالنميمة والموت.
عطروا نسائكم
بمزيدٍ من الشجن
ولا تذهبوا إلى خلواتهن
وأنتم تجرون أنفاس الخيبة،
املأوا لحظاتهن بالسرور والمحبة،
وعِدوهنَّ
أن تشربوا كوؤس أنوثتهن صباح مساء،
وأن لا تخذلوا ضعفهنَّ بنزق رجولتكم،
فما خلقت رجولتكم
إلا لتحميهن من طيش اللحظة الماكرة.
آمنوا أن لأنوثتهن رائحة السماء،
ولشغفهن تراتيل توحى،
فترنموا بأصواتهن التائقة للغناء،
ولا تحرموهن من أسماعكم المملؤة بالضجر.
اعلموا يا قوم
لو أن أحدكم قبل أنثاه ثلاثاً في الصباح
وثلاثاً في الظهيرة،
وثلاثاً عند المساء،
لخلق فيها أنوثة سماوية
تعلو فتنتها أساطير حواري العِين،
ولشهدتم أنوثة مزدانة بالكواكب والنجوم
تملأ مجراتكم وقلوبكم القاحلة،
وتضيء طريق عتمتكم ألف عامٍ قادمة.
واعلموا عباد الله
أن أقواماً قبلكم
ما هلكت وهلك نسلها،
إلا لأنها عافت تقبيل إناثها
ولم تعطِ للقبلة حقها في الجسد الأنثوي
الصاخب بالرغبة والأشتهاء،
وأنها
تركت إناثها في خدورهن
يعانين من جفاف العاطفة.
وأعلموا أثابكم الله
أن ما من أمةٍ
أمتلأت كنان إناثها بالقبل،
إلا وأمطرتها السماء
بكؤوس من خمر الجنة الطازج،
وفُضِّلت على أمم العالمين.
■ رياض السامعي - اليمن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى