د. احمد الخيال الجنابي - ضياء السلالات..

النبعُ في معنى صفائِكَ يحلُمُ
والأمنياتُ على ضفافِكَ تُرسَمُ
والموجُ يغزلُ من ضيائِكَ زرقةً
فيُصاغُ من بحرِ اغترابِكَ موسمُ
والماءُ سرُّ البئرِ غافٍ دَلْوُهُ
والبئرُ سرُّكَ في البلاغةِ زمزمُ
ويظلُّ في فمهِ اعتذارٌ خائفٌ
حتى يجيئكَ يستقيكَ البُرعمُ
من ذا تأوّلَ في مَدَارِكَ قِبْلةً؟
كانتْ على شفةِ الحقيقةِ أنجمُ
عَظُمتْ سُلالاتُ الرحيقِ لأنّها
كانت بيعسوبِ السماءِ تُترجَمُ
فهو الأميرُ أميرُ كلِّ قداسةٍ
لو أنشدَ المعنى لسارَ به الفمُ
نبأٌ تجلّى واستطالَ غمامةً
عنها حقولٌ للنَّدى تَستفهِمُ
همْ فيهِ مختلفون، كم من آيةٍ
لو يبصرونَ لسانُها يَتكلَّمُ
من كوفةِ النبأِ العظيمِ مُرتِّلاً
آياتِ نهرٍ من ضياءٍ يُبسمُ
أعليُّ يا وطنَ اليتامى، حارساً
لغةَ الحياءِ إذا أتاكَ اليُتَّمُ
ففرشتَ عُشبَ الروحِ لمَّ هديلَهم
سِفْرٌ سماويُّ الصفاتِ يُبلْسِمُ
وزرعتَ كوفتَكَ النبيّةَ نخلةً
وتهزُّها في كلِّ عصرٍ مريمُ
وأتتْ الى معنى خلودِكَ جنّةٌ
علمتْ بأنّ الخلدَ فيك يُجسّمُ
وتشجّرتْ لغةُ ابتهالِكَ أمّةً
علويّةَ المعنى بفيئِك تنعَمُ
وفِقارُها البكّاءُ يخشعُ صامتاً
وصهيلُها فوق الرقابِ يُحمحِمُ
وطنٌ نلوذُ كما الحمامِ بفيئِهِ
مرآةُ عَرشٍ والحقيقةُ أَعظمُ
فهو اخضرارُ النورِ نبعُ عدالةٍ
وهو الوصيُّ به الوصايةُ تُختَمُ

أحمد الخيال

* من ديوان صلاة الماء والقمح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى