جبار الكواز - اسمي المتدارك.. شعر

هو الذي أقنع الكلمات بفصاحة أسمه
حين أوهمها بإنكسار الأفق في الرايات
ظلَّ على خلاف عادتهِ
يعانُد ظلّهُ كي يمحوه
وحين تساقطت حروفه
تلاقفتها العرباتُ نكايةً بالشظايا
فكيف تكون ثمرةَ فراغي في الطرقاتْ ؟
أنت مجنون
وأنا أعمى
وحين خلقتني لتراني متوجساً بصدى أسمك
فمن يقودنا الى المنزل ؟!
وكيف تراني فيك ؟!
وكيف أراني فيك ؟!
********
وحينما لم يعد لي غيرُ أسمي
أطرتهُ بزوايا وهمك
ولونتهُ بخيلاءِ رهبتك
وسكبت طوفاني كي أعزلَ الثريا عن عذابات السكون
ظلَّ جيمهُ ملفوفاً بكفن
( والجيم جمل الجحيم وناقة الفناء)
وباؤه دموعَ القذائف
( الباءُ : ببغاءُ الصدى وبلبلُ الخراب)
وألفُهُ رخواً كأمرأة في محاق
( الألف : نائمُ في أسطبل الحروف)
وراؤه صغيراً في ناي أرمل
( الراءُ : رئة الموتى وزفير الأموات)
أسمي أو أسمك لا فرق
لم يعد فيه ما ينفعني
أقلبهُ رأساً على عقب
عسى أن أرث الفردوس بفانوس الرماد
وأشيحَ بقايا أوراقه من السطور
فالحروف تتساقط تحت زفير الأبواب
ككأسٍ ضيّع أسمي
وهو آفلٌ على منضدة ضامئة تحت المطر
وحينما فكرت في جسدي
أوهمني لمعانُ أسمه القديم
الذي تلبستهُ شواغلُ
ونازعتهُ أوهامٌ
وتوّجتهُ الخديعةُ
وكان التلفتُ برزخهُ أمام صممِ حروف القلّة
والحبالُ التي سرقها السحرةَ
من " موسى " تخشاه
كان غنائه المبحوح متمسكاً بحروفه الوثنية
ومحتضناً ( قفانبك ) إنّاءً في عويل الماء
لم يكنْ متباهياً برائه التي تختضَّ كسمكةٍ
ظلّت النار تصهرها خوفاً من شراكها الجائع
فكلُّ ما أخشاه أن يكونّ أسمي بقايا في صخرة عرجاء
أو رقماً في أسطبل المقابر
أو لافتةً خرقاء تهددها الريح
كلما قرأ المارون سورةَ الأنفلاق
*********
أسمي الذي هو اسمك
كيف سار بلا ساقين / وزمّ شفتيه المبتورتين / ورال بلسانٍ مقطوع وأستفحل فوق سنام بعير أجرب /
لم يعد فيه ما ينفعني
سأشي به وهو نائمٌ في السرير
وأتلذذُ بشواءِ حروفه
فالجيم عصا
والباءُ بصلاً
والألفُ أخا
والراءُ رداءاً
وحينما استيقظتُ رأيته ضاحكاً مني في المرآة
فمن الضاحك في المرآة ؟
أنت مجنون
وأنا أعمى.
من يقودنا الى المنزل ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى