في الأيامٍ المدهشة..
الأيام القريرة التي يكون أبوكَ في صَّالةالبيت...
تِلكَ التي تكونُ حينها مقتنعاً أنّهُ لا يموت
الأيامُ التي لا تلتفتُ فيها للآباء الميّتين
ولا للنّعوش التي تمضي بآباءٍ لا يَعنُونَك
هذه الأوقات.....
التي لا تحمل فيها همّ سيجارتكَ (الفرط)
في بداية عهدكَ بالسّعَال
ولا ثمنَ الساعات المفتوحة...
حول طاولة ( البنج بونج )
الأيامُ التي يُضاعِفُ فيها أبوك مصروفكَ اليوميّ..
حين يسمعُ كَحَّتكَ...
ليُوَطّد علاقتك بالدّخان..مضطّراً...
لِيُحَصّنُكَ ضِدَّ اللّصُوصِيّة...
ولمّ أعقاب(الصَّبارص)
كي تصير مُدَخِّناً لائقاً بالوطن
الوطن الذي يُتاجر في فحم الكوك..
أقصد.... أردأَ انواعِ الكُوك
وحتى لا يبقى ضابط الآداب العامة بلا عمل
فتَفرشُ الحُكُومةُ مَقاهِيها...
كمراكز التّدريب
فيتقنُ منْ خِلَالِها...
القبض على تلامِيذِ المدَارسِ المتسرّبينَ
كأحدكم...
صادقتُ سفاسِفَ جمّة
ومليونَ كيلو متراً مرَبّعاً مترعةً حماقة
وأنفقتُ أثمانَ طبخاتٍ كانَ لها أن تُشبعنا معاً..
على قطعةٍ من جاتوه...
أعدّها كازينو دُوريه الّذي يَقطُنُ شارِعَ البورصة...
ليسرقَ عشاء العائلة
و على سنيما أمير...
المُطِلّة على ميدانِ ساعةٍ....
أهمَلهَا جلالة فاروق الأوّل...
مُتَوَرّمَةَ القدمينِ كَنبيّ أطالَ الوِترَ
وَ( بِزَمْبَلِكٍ) مشدوهٍ أصابَهُ الشَلَلُ الصَبَاحيّ
ككلِّ الأشياءِ المُشيرَة للسّادسَةِ صباحاً..
منْ إبحارِ زورقٍ مُتّجِهٍ نحو البندقيّة
وفي ظهرِهِ بندقيّة
ساعتي البيولوجيّة أيضاً مختَلّة..
بعقاربٍ ثلاثةٍ تلثَغني
كنتُ أفتح دولاب أبي.....
لحاجةٍ في نفس ابن فرج
فَأبي...
يقتني عدداً من البذلات الأنيقة
وخَمسينَ مشنقةً تُجَمّلُ عنُقَه
وتنزعُ الْ (يا حلاوتك يا جمالك) من أفواه النساء
فأطمئنُّ لِجِدّتها ....
فأبى في اعتقاد طفلٍ مدلَّل...
لو لهُ أنْ يَمُوت...
فليس قبلَ أنْ تَبلى بذلاتهِ الأنيقة!
مرّةً...
وأنا أنفقُ الوقت على تُرعةِ مِيتْ يَزِيد...
كانَ قَد أرسلهم أصحَمَة..
إمعاناً في إكرام الصَّحَابَة..
وقبلَ أنْ يغتالَ منها النّجاشِيانُ خمسين يزيداً..
بكامل الصِّحّةِ
وأبقَوْ على خَمسينَ يَزِداً منهم مرضى بالنّفاية
رمَى صاحبي شَصَّه فَصَادَ بَطّة
ليس مزاحاً... صادَ شَصُّهُ بطّة
صَادَ لي عَملاً مُستَقبَليّاً أهملتُه في أوانِه
فما زالت بذلات أبي جديدةً كحماقاتي
و مرّةً صَادَ مِفصَلاً صَدِأً...
رُبّما قد نَسِيَهُ أحدُ الغرقى في جيبه...
رَيثَما يبتني جداراً يدُقُّهُ فيه
فافتتَحَ دكانَةً للبُويَاتِ و للحدايد...
حيثُ أنّهُ في دولابِ أبيه كانت تَسكُنُ العِتَّة
وكان في تلكَ النّعوشِ آنِفاً أباً يَخُصّه
أبي عاد سالماً من حربِ (بسلامته) في اليمن
تلك الحبيبة التي تستعصي على المساكين كأبي..
حين يُرسلُهمْ دعاةُ القَومِيّة بالدّانة
الحربُ التي لا ناقة فيها ولا جمل..
فصَالةُ بيتنا لا تتسعُ لمَبَاركِ الإبل..
فلو حدَثَ وعادَ له بناقَةٍ..
فستأخذها مرابضُ الحكومة..
(لتَغذُوها لأبي)
دَارُنَا تتَّسعُ لشلتَةٍ بقدر عائدٍ من هناك..
ولا تتسعُ لِأمنيةٍ كحبَةِ الفول المدمس
لا ينامان معاً دفعاً لِشُبهَةِ التّجَمّع
فاختار أنْ يموت على شّلتَتِهِ...
بلا حُلمٍ... ولَوْ (قد النّمنِمَة)
لكنْ..
لمّا ماتَ ولمْ تزلْ بذلاتهِ شباباً
تذكّرتُ البطّةَ التي صادها صديقي
هذا العمل...
الذي أبقاه لي زواجُ القضاةِ بالمسدسات... والمربعاتِ..
والفلوسُ بالجُلُوسِ تحتَ قبّةِ التّيوس...
والمكوسُ بالرّضوخ...
والعروشُ بالزّعيق في الآذان
البطُّة يا إنسان
عمَلٌ صالِح
البَطّةُ إرثي من تُرعةِ القَهوجي..
قال المحامي أنّها أوصت لي به قبل موتها
وقال الشّهرُ العقاري (فيها ل أخفيها)
الشهر العقارى لا تكفيه (الزَّلمُكَّة)
نحنُ خمسَةً ياسادة.. أصدرت الدّولَةُ نَفسَها...
ثُمَّ أورَكَتْهَا
رغمَ توصيّاتٍ أقرّها الشّارعُ...
أنْ نُعطي اللَّئِمَ الأجنِحَة!
مِنْ دوَاعي سُرُوري...
أنَّْ طالِعَ صديقي السّعيد....
صَديقِي الذي يصطاد شصّهُ بطّاً..
ومُفَصَّلَاتِ أبوبٍ صدأة..
أنْ الوطن إلى الآن لم يفتح في حارتنا دكّاناً
للحدايد
ومنْ طالِعي الذي يحلو له النّزول من المدخنة
أن يعمل الوطنُ فَرَارجياً في الحارة
أنا من أولئِكَ الّذين لا يتذَكّرونَ الرّؤى
بيد أنه من قريب...
من يوم ميلادي تقريباً..
دائماً...
عندما أنام..
يُرَاودُني حُلْمٌ يتيم..
أرَاني أحمِلُ فوقَ رأسيَ بَطَّاً...
وبحيرةَ ماءٍ شاسِعة...
بلا قفصٍ أحملُ فوقَ رأسيَ بَطّاً
وأرى وطناً (مش واخد باله منّي)
و طريقاً بلا عتمان وشِلّتهِ الأونطجيّة
طريقاً ليسَ في نهايتهِ غفير إسمه سالم
يأخذُ البَطَّ برمّتِهِ للزّريبَةِ..
قائلاً بصوتِهِ المَشوبَ بأقفاص الحكومة
و الّذي يرى البحيرة رغمَ اتّساعها قفصاً
(ناولني القفص ناوِل).
فأصحو منزعجاً وأنا أصرخ...
البطّ بطي والعَليقُ عليقي
صدناهُ يوماً يا حُكُومَة واسألِيهِ.. صديقي
وابنُ الهَرِمَةِ عتمانٌ (مدِّينِي الطَّرشَة)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
السيّد فرج الشقوير
الإثنين/١/مارس/٢٠٢١
الأيام القريرة التي يكون أبوكَ في صَّالةالبيت...
تِلكَ التي تكونُ حينها مقتنعاً أنّهُ لا يموت
الأيامُ التي لا تلتفتُ فيها للآباء الميّتين
ولا للنّعوش التي تمضي بآباءٍ لا يَعنُونَك
هذه الأوقات.....
التي لا تحمل فيها همّ سيجارتكَ (الفرط)
في بداية عهدكَ بالسّعَال
ولا ثمنَ الساعات المفتوحة...
حول طاولة ( البنج بونج )
الأيامُ التي يُضاعِفُ فيها أبوك مصروفكَ اليوميّ..
حين يسمعُ كَحَّتكَ...
ليُوَطّد علاقتك بالدّخان..مضطّراً...
لِيُحَصّنُكَ ضِدَّ اللّصُوصِيّة...
ولمّ أعقاب(الصَّبارص)
كي تصير مُدَخِّناً لائقاً بالوطن
الوطن الذي يُتاجر في فحم الكوك..
أقصد.... أردأَ انواعِ الكُوك
وحتى لا يبقى ضابط الآداب العامة بلا عمل
فتَفرشُ الحُكُومةُ مَقاهِيها...
كمراكز التّدريب
فيتقنُ منْ خِلَالِها...
القبض على تلامِيذِ المدَارسِ المتسرّبينَ
كأحدكم...
صادقتُ سفاسِفَ جمّة
ومليونَ كيلو متراً مرَبّعاً مترعةً حماقة
وأنفقتُ أثمانَ طبخاتٍ كانَ لها أن تُشبعنا معاً..
على قطعةٍ من جاتوه...
أعدّها كازينو دُوريه الّذي يَقطُنُ شارِعَ البورصة...
ليسرقَ عشاء العائلة
و على سنيما أمير...
المُطِلّة على ميدانِ ساعةٍ....
أهمَلهَا جلالة فاروق الأوّل...
مُتَوَرّمَةَ القدمينِ كَنبيّ أطالَ الوِترَ
وَ( بِزَمْبَلِكٍ) مشدوهٍ أصابَهُ الشَلَلُ الصَبَاحيّ
ككلِّ الأشياءِ المُشيرَة للسّادسَةِ صباحاً..
منْ إبحارِ زورقٍ مُتّجِهٍ نحو البندقيّة
وفي ظهرِهِ بندقيّة
ساعتي البيولوجيّة أيضاً مختَلّة..
بعقاربٍ ثلاثةٍ تلثَغني
كنتُ أفتح دولاب أبي.....
لحاجةٍ في نفس ابن فرج
فَأبي...
يقتني عدداً من البذلات الأنيقة
وخَمسينَ مشنقةً تُجَمّلُ عنُقَه
وتنزعُ الْ (يا حلاوتك يا جمالك) من أفواه النساء
فأطمئنُّ لِجِدّتها ....
فأبى في اعتقاد طفلٍ مدلَّل...
لو لهُ أنْ يَمُوت...
فليس قبلَ أنْ تَبلى بذلاتهِ الأنيقة!
مرّةً...
وأنا أنفقُ الوقت على تُرعةِ مِيتْ يَزِيد...
كانَ قَد أرسلهم أصحَمَة..
إمعاناً في إكرام الصَّحَابَة..
وقبلَ أنْ يغتالَ منها النّجاشِيانُ خمسين يزيداً..
بكامل الصِّحّةِ
وأبقَوْ على خَمسينَ يَزِداً منهم مرضى بالنّفاية
رمَى صاحبي شَصَّه فَصَادَ بَطّة
ليس مزاحاً... صادَ شَصُّهُ بطّة
صَادَ لي عَملاً مُستَقبَليّاً أهملتُه في أوانِه
فما زالت بذلات أبي جديدةً كحماقاتي
و مرّةً صَادَ مِفصَلاً صَدِأً...
رُبّما قد نَسِيَهُ أحدُ الغرقى في جيبه...
رَيثَما يبتني جداراً يدُقُّهُ فيه
فافتتَحَ دكانَةً للبُويَاتِ و للحدايد...
حيثُ أنّهُ في دولابِ أبيه كانت تَسكُنُ العِتَّة
وكان في تلكَ النّعوشِ آنِفاً أباً يَخُصّه
أبي عاد سالماً من حربِ (بسلامته) في اليمن
تلك الحبيبة التي تستعصي على المساكين كأبي..
حين يُرسلُهمْ دعاةُ القَومِيّة بالدّانة
الحربُ التي لا ناقة فيها ولا جمل..
فصَالةُ بيتنا لا تتسعُ لمَبَاركِ الإبل..
فلو حدَثَ وعادَ له بناقَةٍ..
فستأخذها مرابضُ الحكومة..
(لتَغذُوها لأبي)
دَارُنَا تتَّسعُ لشلتَةٍ بقدر عائدٍ من هناك..
ولا تتسعُ لِأمنيةٍ كحبَةِ الفول المدمس
لا ينامان معاً دفعاً لِشُبهَةِ التّجَمّع
فاختار أنْ يموت على شّلتَتِهِ...
بلا حُلمٍ... ولَوْ (قد النّمنِمَة)
لكنْ..
لمّا ماتَ ولمْ تزلْ بذلاتهِ شباباً
تذكّرتُ البطّةَ التي صادها صديقي
هذا العمل...
الذي أبقاه لي زواجُ القضاةِ بالمسدسات... والمربعاتِ..
والفلوسُ بالجُلُوسِ تحتَ قبّةِ التّيوس...
والمكوسُ بالرّضوخ...
والعروشُ بالزّعيق في الآذان
البطُّة يا إنسان
عمَلٌ صالِح
البَطّةُ إرثي من تُرعةِ القَهوجي..
قال المحامي أنّها أوصت لي به قبل موتها
وقال الشّهرُ العقاري (فيها ل أخفيها)
الشهر العقارى لا تكفيه (الزَّلمُكَّة)
نحنُ خمسَةً ياسادة.. أصدرت الدّولَةُ نَفسَها...
ثُمَّ أورَكَتْهَا
رغمَ توصيّاتٍ أقرّها الشّارعُ...
أنْ نُعطي اللَّئِمَ الأجنِحَة!
مِنْ دوَاعي سُرُوري...
أنَّْ طالِعَ صديقي السّعيد....
صَديقِي الذي يصطاد شصّهُ بطّاً..
ومُفَصَّلَاتِ أبوبٍ صدأة..
أنْ الوطن إلى الآن لم يفتح في حارتنا دكّاناً
للحدايد
ومنْ طالِعي الذي يحلو له النّزول من المدخنة
أن يعمل الوطنُ فَرَارجياً في الحارة
أنا من أولئِكَ الّذين لا يتذَكّرونَ الرّؤى
بيد أنه من قريب...
من يوم ميلادي تقريباً..
دائماً...
عندما أنام..
يُرَاودُني حُلْمٌ يتيم..
أرَاني أحمِلُ فوقَ رأسيَ بَطَّاً...
وبحيرةَ ماءٍ شاسِعة...
بلا قفصٍ أحملُ فوقَ رأسيَ بَطّاً
وأرى وطناً (مش واخد باله منّي)
و طريقاً بلا عتمان وشِلّتهِ الأونطجيّة
طريقاً ليسَ في نهايتهِ غفير إسمه سالم
يأخذُ البَطَّ برمّتِهِ للزّريبَةِ..
قائلاً بصوتِهِ المَشوبَ بأقفاص الحكومة
و الّذي يرى البحيرة رغمَ اتّساعها قفصاً
(ناولني القفص ناوِل).
فأصحو منزعجاً وأنا أصرخ...
البطّ بطي والعَليقُ عليقي
صدناهُ يوماً يا حُكُومَة واسألِيهِ.. صديقي
وابنُ الهَرِمَةِ عتمانٌ (مدِّينِي الطَّرشَة)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
السيّد فرج الشقوير
الإثنين/١/مارس/٢٠٢١