(1)
مُرْتَدِياً خَوْفِي
أُبْحِرُ فِي يَمِّ الكَلِماتِ .......
وَأَمْضِي
أَتَفَيّأُ كالعَاشِقِ أُرْجُوحَةَ حِلْمي
وَأَنَا بَيْنَهُما طِفلٌ
يَعْصُرُ كُلَّ صَبَاحٍ جَمْرَ السَنَواتِ
(2)
يَفْتِلُ كُلَّ مَسَاءٍ رُدْنَيْه
ويُدَخِّنُ في الشَّارِعِ بَعْضَ حَبَائِلهِ
يَمْرُقُ في هذي الحَارَةِ......
تِلكَ الحارَةِ
وَخُطَاهُ مُبَعْثرةٌ في طُرُقٍ لمْ يَأْلَفْها
آهٍ مِنْ طُرُقٍ تَتَأرْجَحُ في عُرْوةِ هذا القلبِ
وَأَنَا أَخُرُجُ مِن جِلْدِي
مَفْتُوناً بِقَمِيصِ الأَمْسِ
لكنْ حِينَ تَدَلّى الرَّأْسُ
قَالوا:
ضَيَّعهُ النادِلُ ما بَيْنَ خُطُوطِ
الكَأْسْ
(3)
الليّلةَ
يَرْكُلُني بِحَوَافرِ خَيْلِ الزَمَنِ الأَجْردْ
ويَدُوسُ بَقِيّةَ رُوْحِي المُحْتَرِقة
لكنّي أَطَّلِعُ مِنْ شَرْنَقتي ذِئْباً
فَأَرَى المُتَنَبّي يَصْرخُ في وَجْهي!
" ومَنْ عَرَفَ الأيَّامَ مَعْرِفَتِي بها
مَنْ بالناسِ رَوَّى رُمْحَه غَيرَ راحِمِ "
فَأسيرُ بِمَوْماتي مُحْترِباً
ونُجُومي تتدَحْرَجُ قُدّامي
كَحُبابِ الماءِ عَلى الوَرَقةِ
(4)
لمْ يُنْبِئنْي صَوْتُك إلاّ عَنْ حُلمٍ يأتي
وَيُشَذِّبُ عَنْ خَطْوي شَوكَ الأَيامِ
المُنْصَرِمَة
هذا عِشْقُ نَبيٍّ يَخْتَصِرُ الماضي
وَيُرَقّقُ بالبِشْرِ مواجِعَنا الأولى
وَمن الرَّمْلةِ يَقْطِفُ صَفْصَافَ سَواحِلنا
ويُجَرجِرُ عَنْ مُدنِ الصَّحْوةِ غيمَ
الأحزانِ النَزِقة.
(5)
مِنْ بينِ أصَابِعِه تَنْبَجِسُ الأسماءَ
يَكتُبُ عَن " نيرودا " .... " لوركا "
وابنِ العربي
وَيُرَصّعُ رَفَّ الغُرفَةِ بالصفوةِ والشُعَراء
وَلهُ في كلِّ قصَيدةِ حبٍ أشياء.....
وَلهُ في المَقْهَى بَعْضُ أَغانٍ
لكنْ ليسَ لهُ من وَحْي الشّاعِرِ
غيَرُ الأَهواء
(6)
في جَسَدِ العُتمة أنقشُ بُؤسَ الكَلمات
في جَسَدِ الشاعرِ أَبْحَثُ عَنْ حَرفٍ
يَشبهُ أحلامي
في جَسَدِ الحَرْف أرَى رُوحي
تَتَقَطَّرُ كالضَوءِ على رَملِ
الطُرُقَات
عبد الأمير خليل مراد
* من ديوان "صحيفة المتلمس"
مُرْتَدِياً خَوْفِي
أُبْحِرُ فِي يَمِّ الكَلِماتِ .......
وَأَمْضِي
أَتَفَيّأُ كالعَاشِقِ أُرْجُوحَةَ حِلْمي
وَأَنَا بَيْنَهُما طِفلٌ
يَعْصُرُ كُلَّ صَبَاحٍ جَمْرَ السَنَواتِ
(2)
يَفْتِلُ كُلَّ مَسَاءٍ رُدْنَيْه
ويُدَخِّنُ في الشَّارِعِ بَعْضَ حَبَائِلهِ
يَمْرُقُ في هذي الحَارَةِ......
تِلكَ الحارَةِ
وَخُطَاهُ مُبَعْثرةٌ في طُرُقٍ لمْ يَأْلَفْها
آهٍ مِنْ طُرُقٍ تَتَأرْجَحُ في عُرْوةِ هذا القلبِ
وَأَنَا أَخُرُجُ مِن جِلْدِي
مَفْتُوناً بِقَمِيصِ الأَمْسِ
لكنْ حِينَ تَدَلّى الرَّأْسُ
قَالوا:
ضَيَّعهُ النادِلُ ما بَيْنَ خُطُوطِ
الكَأْسْ
(3)
الليّلةَ
يَرْكُلُني بِحَوَافرِ خَيْلِ الزَمَنِ الأَجْردْ
ويَدُوسُ بَقِيّةَ رُوْحِي المُحْتَرِقة
لكنّي أَطَّلِعُ مِنْ شَرْنَقتي ذِئْباً
فَأَرَى المُتَنَبّي يَصْرخُ في وَجْهي!
" ومَنْ عَرَفَ الأيَّامَ مَعْرِفَتِي بها
مَنْ بالناسِ رَوَّى رُمْحَه غَيرَ راحِمِ "
فَأسيرُ بِمَوْماتي مُحْترِباً
ونُجُومي تتدَحْرَجُ قُدّامي
كَحُبابِ الماءِ عَلى الوَرَقةِ
(4)
لمْ يُنْبِئنْي صَوْتُك إلاّ عَنْ حُلمٍ يأتي
وَيُشَذِّبُ عَنْ خَطْوي شَوكَ الأَيامِ
المُنْصَرِمَة
هذا عِشْقُ نَبيٍّ يَخْتَصِرُ الماضي
وَيُرَقّقُ بالبِشْرِ مواجِعَنا الأولى
وَمن الرَّمْلةِ يَقْطِفُ صَفْصَافَ سَواحِلنا
ويُجَرجِرُ عَنْ مُدنِ الصَّحْوةِ غيمَ
الأحزانِ النَزِقة.
(5)
مِنْ بينِ أصَابِعِه تَنْبَجِسُ الأسماءَ
يَكتُبُ عَن " نيرودا " .... " لوركا "
وابنِ العربي
وَيُرَصّعُ رَفَّ الغُرفَةِ بالصفوةِ والشُعَراء
وَلهُ في كلِّ قصَيدةِ حبٍ أشياء.....
وَلهُ في المَقْهَى بَعْضُ أَغانٍ
لكنْ ليسَ لهُ من وَحْي الشّاعِرِ
غيَرُ الأَهواء
(6)
في جَسَدِ العُتمة أنقشُ بُؤسَ الكَلمات
في جَسَدِ الشاعرِ أَبْحَثُ عَنْ حَرفٍ
يَشبهُ أحلامي
في جَسَدِ الحَرْف أرَى رُوحي
تَتَقَطَّرُ كالضَوءِ على رَملِ
الطُرُقَات
عبد الأمير خليل مراد
* من ديوان "صحيفة المتلمس"