روحك المتعبة لم يشغلها اكتمالك.. نموك الذي فاق أقرانك لم يجلب لك سوى الذبح على أبواب الرغبات المتصابية .. ضاعت من عقلك كل الأحلام الأنثوية بفارس الأحلام.. تلاشى اشتهاء الأمومة وسحر الالتقاء الأول .
طفلة كنت تتدلى ضفيرتك المخملية فوق ظهرك الغض, تمسكين نقودك المعدنية بحرص كما علمتك أمك كمن يمسكك بكنز ثمين, تتوجهين إلى دكان عم سمير ذلك الدكان القديم لصاحبه العجوز ذى السبعين خريفاً, لم تسلمي من نظراته الجائعة كلما ذهبت إليه لابتياع الحلوى التي تحبينها.. لكنها براءتك الطفولية لم تعرف بعد نظرة الاشتهاء فى عيون الذئاب.. تتقدمين بمرح :
- عمو أريد الحلوى القطنية.
- تعالى يا ابنتي خذيها من فوق الرف الخشبي لأني مريض.
تطأ قدماك الدكان ذا الرائحة الكريهة؛ رائحة عم سمير مختلطة بروائح الجبن القديم والمخللات العفنة, يغلق الباب خلفك بعد أن يتلصص إلى الطريق الخاوي, يقترب منك يعطيك كل الحلوى تفرحين بما تمتلئ به كفاك الصغيرتان بينما هو يعبث داخل ملابسك, يلجمك الخجل والخوف لم تعرفي لغة الصراخ والألم من قبل في رحلة عمرك القصيرة, وهو يلقنك كيف تئنين في صمت وتتوجعين فى سكون, تسقط من يدك العملات المعدنية وكل قطع الحلوى تختلط بالتراب, يكسو وجهك كل معاني الرعب الأسطورية بينما قطار أنفاسه يلهث في محطته الأخيرة.. يمسح دماءك بمنديله القذر ويهددك بالقتل إن بحت بالسر .
صغيرة كنت ذات سنوات تسع تلملمين ملابسك, وتتركين هناك القطع المعدنية – تلك التي علمتك أمك كيف تمسكينها بحرص – والحلوى القطنية التي كنت تحبينها وقطرات دمائك ومعهم طفولتك, يتسع ما بين ساقيك لا تعرفين كيف سيكون طريق العودة مؤلم .. وشاق .. وطويل رغم قرب البيت.
تتسللين إلى حجرتك كي لا يراك أحد, تتدثرين بالغطاء حتى وجهك, تنهمر دموعك على وجنتيك – التي كانت وردية منذ لحظات مضت – ومنها إلى الوسادة بشهقات مكتومة فيلقى النوم سهامه عليك, كأن النوم هو الحل الوحيد للهروب من الألم.. نمت كثيراً .. عميقاً .. طويلاً .. نمت يوماً بليلته.
وعندما استيقظت وجدت نفسك بلا طفولة بلا اشتهاء لأي حلوى, كرهت كل الرجال حتى أبيك وأخيك كنت تلمحين في وجوهم نظرات جائعة
لأطفال أخرين .
تنزوين فى وحدتك .. تبتعدين عن رفيقاتك .. أخوتك .. ألعابك .. تنسحبين من الشارع .. من المدرسة .. من الناس .. تحبسين نفسك داخل حجرتك بل داخل جسدك, بينما أمك تعد لك جلسة ” زار ” سرية ليخرج ذلك الجني الذي تلبسك .
طفلة كنت تتدلى ضفيرتك المخملية فوق ظهرك الغض, تمسكين نقودك المعدنية بحرص كما علمتك أمك كمن يمسكك بكنز ثمين, تتوجهين إلى دكان عم سمير ذلك الدكان القديم لصاحبه العجوز ذى السبعين خريفاً, لم تسلمي من نظراته الجائعة كلما ذهبت إليه لابتياع الحلوى التي تحبينها.. لكنها براءتك الطفولية لم تعرف بعد نظرة الاشتهاء فى عيون الذئاب.. تتقدمين بمرح :
- عمو أريد الحلوى القطنية.
- تعالى يا ابنتي خذيها من فوق الرف الخشبي لأني مريض.
تطأ قدماك الدكان ذا الرائحة الكريهة؛ رائحة عم سمير مختلطة بروائح الجبن القديم والمخللات العفنة, يغلق الباب خلفك بعد أن يتلصص إلى الطريق الخاوي, يقترب منك يعطيك كل الحلوى تفرحين بما تمتلئ به كفاك الصغيرتان بينما هو يعبث داخل ملابسك, يلجمك الخجل والخوف لم تعرفي لغة الصراخ والألم من قبل في رحلة عمرك القصيرة, وهو يلقنك كيف تئنين في صمت وتتوجعين فى سكون, تسقط من يدك العملات المعدنية وكل قطع الحلوى تختلط بالتراب, يكسو وجهك كل معاني الرعب الأسطورية بينما قطار أنفاسه يلهث في محطته الأخيرة.. يمسح دماءك بمنديله القذر ويهددك بالقتل إن بحت بالسر .
صغيرة كنت ذات سنوات تسع تلملمين ملابسك, وتتركين هناك القطع المعدنية – تلك التي علمتك أمك كيف تمسكينها بحرص – والحلوى القطنية التي كنت تحبينها وقطرات دمائك ومعهم طفولتك, يتسع ما بين ساقيك لا تعرفين كيف سيكون طريق العودة مؤلم .. وشاق .. وطويل رغم قرب البيت.
تتسللين إلى حجرتك كي لا يراك أحد, تتدثرين بالغطاء حتى وجهك, تنهمر دموعك على وجنتيك – التي كانت وردية منذ لحظات مضت – ومنها إلى الوسادة بشهقات مكتومة فيلقى النوم سهامه عليك, كأن النوم هو الحل الوحيد للهروب من الألم.. نمت كثيراً .. عميقاً .. طويلاً .. نمت يوماً بليلته.
وعندما استيقظت وجدت نفسك بلا طفولة بلا اشتهاء لأي حلوى, كرهت كل الرجال حتى أبيك وأخيك كنت تلمحين في وجوهم نظرات جائعة
لأطفال أخرين .
تنزوين فى وحدتك .. تبتعدين عن رفيقاتك .. أخوتك .. ألعابك .. تنسحبين من الشارع .. من المدرسة .. من الناس .. تحبسين نفسك داخل حجرتك بل داخل جسدك, بينما أمك تعد لك جلسة ” زار ” سرية ليخرج ذلك الجني الذي تلبسك .
انتحار الحلوى القطنية
قصة:عزة مصطفى عبد العال روحك المتعبة لم يشغلها اكتمالك.. نموك الذي فاق أقرانك لم يجلب لك سوى الذبح على أبواب الرغبات المتصابية .. ضاعت من عقلك كل الأحلام الأنثوية بفارس الأحلام.. تلاشى اشتهاء الأمو…
sadazakera.wordpress.com