شلال عنوز - محض مصادفة.. شعر

بعد غياب
محض مصادفة
قابله في محطة
ليس فيها سوى العابرين
لمدن الأحلام
هنّأه لأنه مازال حيّا
على الرغم من تشاسع
شراهة الموت
سطوة العثث
على سفوح سوابيط الخيبات
وصلف الجائحة
على همس شهيق متعب
في أصقاع لا تستمرئ
سوى الوجع
ورائحة الجثث
فارقتها نسائم الخضرة
غادرتها نهارات الحياة
كل الذين يسيرون على ثراها العانس
ينقبون في أخاديد الطين
عن فسحة أمل حتى وان كانت عاقرا
لكنهم يتيهون في لجة القحط
يمسحون أيديهم بالفراغ
الفراغ آآآه الفراغ
أفرغوها حتى من رقصة على عجل
وفرح يتيم
هناك في تمتمة النسيان
وطقطقة الريح
قابله ....
أمسك بتلابيبه صارخا:
اعتقني...
لقد مللت طقوسكم
نفاقكم والسواد
فأنا ربيب الهلاهل والأمنيات
ليس لي إلا العيش
في مدن البياض
وبساتين الورد
أنا الجمال منذ الأزل
اعتقني ...
فقد كرهت
القصائد الخرساء
وحداء الفاشلين




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى