ألف عاصمة جُبتها
في كل عاصمة ألف شارع
في كل شارع ألف بناية
في كل بناية مائة شقة
لكل شقّةٍ نافذة واحدة
تطل منها امرأة واحدة
متكئة على مرفقيها
تراقب الرائحين والعائدين
لم تلوّح لي
ولم تدعٌني
وما غلّقت واحدة بابها
ولم تقل هئت لك
فأرسلت خطوي بعرض الزحام
مواكباً وقع الخطوات
مجانباً صفوف المُكعبّات
أتيت على قومٍ يفترشون الرصيف
تجاوزت عنهم
وكان الأفارقة المهاجرون
يسيّرون قطارات الأنفاق ببراعة
كأنها أحصنة
أعنّّتها ملء قبضاتهم
أثارت عيناي الحائرتان
فضول فتاة بعينين طفوليتين
وشعرٍ بذيل الفرس
ربما شعَرَت بالأمان معي
في وجه انتهاكات المدينة
أصبحنا صديقين
طالت صداقتتا
رسمنا ملامحاً
لوجه المدينة المتشابه
وانتزعنا من الغياب هويّة
اتخذنا شهوداً
من تماثيل الميادين
فتحتَ أبصارهم
سواحلُ الوقت
وقيض أسماعهم
حديثُ المدينة
نزار حسين راشد
في كل عاصمة ألف شارع
في كل شارع ألف بناية
في كل بناية مائة شقة
لكل شقّةٍ نافذة واحدة
تطل منها امرأة واحدة
متكئة على مرفقيها
تراقب الرائحين والعائدين
لم تلوّح لي
ولم تدعٌني
وما غلّقت واحدة بابها
ولم تقل هئت لك
فأرسلت خطوي بعرض الزحام
مواكباً وقع الخطوات
مجانباً صفوف المُكعبّات
أتيت على قومٍ يفترشون الرصيف
تجاوزت عنهم
وكان الأفارقة المهاجرون
يسيّرون قطارات الأنفاق ببراعة
كأنها أحصنة
أعنّّتها ملء قبضاتهم
أثارت عيناي الحائرتان
فضول فتاة بعينين طفوليتين
وشعرٍ بذيل الفرس
ربما شعَرَت بالأمان معي
في وجه انتهاكات المدينة
أصبحنا صديقين
طالت صداقتتا
رسمنا ملامحاً
لوجه المدينة المتشابه
وانتزعنا من الغياب هويّة
اتخذنا شهوداً
من تماثيل الميادين
فتحتَ أبصارهم
سواحلُ الوقت
وقيض أسماعهم
حديثُ المدينة
نزار حسين راشد