د. سيد شعبان - قطار سوهاج!

ذكر ابن بطلان في كتابه حوادث السير وأخبار المزلقان أن قوما في بداية ألف ثالث من الزمان سوف يتناثرون بلا أثمان؛ يقف قطار فيركبه آخر هيمان؛ عناق وقبل على مرآى العيان، يجمعون بقايا إنسان، هذا يقول تلك الرأس لفلان وآخر يقسم أن لغيره تلك العينان، هوت أحلام تحت عجلات كلب سعران!
عم عرجاوي يبحث عن ولده مرجان وخالتي آمنة قلبها حيران!
والسيد المختار في غضب يغلظ الأيمان؛ تلك جناية خونة باعوا الأوطان؛ منذ زمن والغلابة ثمن الرهان؛ والسبب إهمال أو خطأ عامل نعسان؛ ياعالم ياخلق الموت صار بالمجان؛ أولادنا ضحية كل جبان!
يحجز تذكرة لقنا نلاقى جثته في أسوان!
وفي الصحف أخبار عن قطار حيران؛
تعويض وتوزيع علب ملبن وحبهان؛ عويل وصراخ في سكة أو في ليمان، ولد جميل وبنت بهلوان في لحظة خطفتهم حدأة وغربان!
اصرخ واندب واكتف بالهيجان؛ إياك تفهم أو تعرف سبب الفلتان؛ جناية إنك تندب ابن عمك مات أبوه قهران؛ الموت يا ولدي راحة أبدان؛ حاولت أشرح له سبب خراب العمران؛ أمسك بي متهما بقراءة كتب ابن كيسان!
حاولت الصمت لكن منه لله جاري سرحان، يدندن في الحارة بموال بكت له العينان؛ قهر يا جدع في تابوت بالمجان!
اتصلت بصبري أحد الخلان؛ يارب احفظه وأهلي في كل مكان؛ خائف عليك ياوطن تخسر الرهان؛ تنهشك ذئاب وتعيث في جثتك فئران!
لم يكتف ابن بطلان بهذا بل أورد حديثا في نكت الهميان وأخبار العميان: أن ابن قزمان وكان داهية شرلتان كما حدثنا مولانا أبو فهر ساكن بأمر ربه الجنان: كل قول في أمرنا دون سند فهو خسران؛ سكة قطارات تلتوي فيها الغضبان عجب دونه ما حدث في ووهان!
مرة عبارة تفترسها حيتان وعمارة تخر بمن فيها للأذقان!
عين حسود تغرز فيها إصبعان!
تلفت إلى ياقوت الحموي إذ هو صديان كيف أنسى ما خطه بريشته في معجم البلدان؛ عن بلاد الفرس والعرب والرومان؟
أجبت والقلب في دهش حيران: تلك بلاد يشيب فيها الغلمان!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى