المصطفى المحبوب - لم أتمكن من مغازلة قصائدي اليوم

لم أتمكن من مغازلة قصائدي اليوم
صادرها رجال شرطة بحجة
أن لباسها قصير وعطرها يخدش الحياء ..

ينبغي عليك تحمل دناءتي ، أنا رجل شاعر
أنا رجل لا يفتح أبواب الشتائم
لا يضع رأسه بعيدا عن فوهة الرصاص
ماذا سأفعل..
هكذا هم الشعراء
يضحون برغباتهم
من أجل نبتة وطن..

شعري لا يخلو من مكائد بأشكال مختلفة
مرة أضع مسكنات وسط مفردات متبلة
مرة أضع مصائد تحت درج تشبيه أو مجاز
مرة أرمي مسامير وسط العناوين والإنزياحات
أترك الفرصة للعشاق والمبدعين
والذين يتقنون القراءة والتدوير والنبش
كي يفوزوا بسفر لمجرات المحبة والخيال..
فغالبا ما أكون واضحا وبسيطا
أترك المعنى يركض ليسقط أمام زواري وأحبتي..

لا يهمني الحديث عن شجرة
أو شروق شمس او حمامة بغصن زيتون
قد أكون مضطرا لتحضير وجبة لمهاجرين سريين
أو أطفال طردوا من وجبة عشاء ..
حتى الأضواء التي استعطفتني للإحتفال
لم تعد بحجم تلك الرغبات وأنا شاب جميل..

الآن وأنا افكر في إعتزال الشعر
راودتني فكرة مراجعة حياة الأسواق
والمطلقات والمشردين والعاطلين والجائعين
واليتامى والمرضى والمظلومين ...
لماذا سأستعطف
حراس السجون
وواضعي القوانين
سأكتفي بتعليم الصغار ،
سأعلمهم كيف يصيبون تشبيها،
وكيف يكتبون شعرا..

المصطفى المحبوب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى