د. سعد مصلوح - عَبْرَ الهاتف.. شعر

(جاءه صوتها عبر الهاتف بعد انتظار مُرٍّ طويل)

ما الذي في صوتِكِ النّدْيانِ يا عمري ؟ وماذا في ضلوعي !!
ما الذي ينثالُ في سمعي فيهمي في دموعي؟!
كَحَليبٍ دافئٍ يَقْطُرُ في الثغْرِ الرضيعِ
ما الذي يستنبتُ الأشواكَ في جفني فيجفوني هجوعي؟!
كيف في داجٍ من الأحزانِ أوقدتِ شموعي؟!
نَظْرَةٌ تَنْهَلُّ بالنجوى فَتَبْتَلُّ ربوعي
لحظةٌ تمتدُّ في عمري فتستحيي ربيعي
أشْعَلَتْ باللمسةِ العذراء ثَلْجي وصَقيعي
أنا في عينيكِ غَوّاصٌ على الدُّرِّ البديع
ناشرٌ في لُجَّة اللذة والطيشِ قُلوعي
الملايينُ من الآهاتِ لم تُطْفِئْ ولوعي
الملايينُ من الأحلام ما أشبعْنَ جوعي
إنني ضِعْتُ على عينيكِ يا عمري فضيعي
وأنا ذَنْبٌ على هُدْبَيْكِ ما لي من شفيعِ
وأنا الشاري بسوقِ الحُسْنِ ، بِيعي ثُمَّ بيعي
~~~~~~~~~~~~
( الخرطوم ١٩٨٥ )

د. سعد مصلوح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى