عمران علي - في المقهى

في المقهى
أفردت لي صرّة الحديث
لتملي عليَّ صنوف الأمكنة
القلاع التي أوعزت أحجارها بالدسائس
الحانات ومريدوها الرائعون .. الراحلون
حارات تناسلت أسماءها تباعا
وتناست سيماء قاطنيها
وصيفات أسرارها وهن يخدشن حياء الكتمان
تحدثني وأنا اسدي لها الانصياع
تارة أحال إلى يمامة
تلتقط النهم من أجراس كفيها
وتارة أخرى
أذوي في زخرفة فستانها
ورود حبلى
وفاقعة الحجم
ريح أفقدته الحصافة
هكذا كنت أصيرني لها
وأنا أقدد انصياعي
كأني بها الحرز المطرز بمفاجأت الرغبة
وروحي ذاك القعر المتهدل بالأغنيات
تماهينا معاً في التسكع ولانلتفت
حديثنا طلاء الوجهة
وأصابعنا شموع ممشوقة القوام
تجاورنا المارة بزجاج خطونا
غير آبهين
ودلقنا على خاصرة المكان قوارير عطرنا
ثم مضينا إلى سبابة الجهة .



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى