عماد فؤاد - القاتلُ الذي عاد للتوّ من أزقّة المدينة

القاتلُ الذي عاد للتوّ من أزقّة المدينة
بسكّينٍ تَقْطرُ دمًا
وهْو يلهثُ من الخوف
لم يكن إلّا جارَنا
الذي تخيّلَ نفسَه
يذبحُ زوجَ حبيبتِه
والصّبيَّةُ التي طوَّحتْها الضّحكاتُ فوق درّاجتِها الهوائيَّة
طوال ظهيرة اليوم
لم تكن إلَّا زوجةَ الحدَّاد
التي تمنَّتْ أن تكون محلَّ ابنتِها
صحيحٌ أنّني أعمى
وأنّني لا أرى ما يحدثُ حولي
لكنّ الله ابتلاني لسببٍ ما
برؤية ما يحلمُ به النّاسُ؛
الشَّابُ الذي خرجَ مُسرعًا من البناية المقابلة
لم يكن غيرَ هذا الجالسَ خلفَنا
مُعلِّقًا عينيه منذ ساعتين
على شُرفةِ الطّابق الأخير
والرّجلُ ذو المهابة وهْو يهبطُ من سيّارتِه الجديدة
ليس إلّا الكهلَ المُكوَّم في ساحة الميدان
حتّى الطّائرة الورقيّة
التي ارتفعتْ فوق أسطح البيوت قبل قليل
لم تكن غيرَ روحِ الصّبيِّ
الذي يُمسكُ بخيطِها
على الأرض.
لم آتِ إليكَ لأشكو
ولا أريدُ مِنْكَ حَلًّا
لِمِحْنتي
لكن.. أليست هناك طريقةٌ ما
لجعلي أعمى..
أقصدُ أعمى تمامًا
بحيثُ لا أرى شيئًا
لا النّاسَ
ولا أحلامَهم؟



# تلك لُغة الفرائس المحْظوظة _ ميريت_2019



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى