خيرة مباركي - أحلام مهجّرة

ها هو .. سيزيف يقاوم ظله
يُرسي صخرته العنيدة شِرعةً للمتسلقين ..
لا يحلم بأشياءَ كثيرةٍ ..
يحلم بأنشودة وحيدة يغنيها للوطن
يهشّ بها على أزقةٍ فارقها الحب فغادرته
في ظلال الدراويش ..
هو سيزيف يقاوم ظله
ويرفع صخرتَه العتيدةَ
إلى سماء لا تُقايضُ العواصف المعتلّة بالمنافي ،
تنهض من لغو المحطات الملقاة على قارعة السحاب ..
تقلع من قبضتها الجهات حزمة من ورق وقصائد
تشجب المرايا بأكفٍ راعشة !!
فيا أيها العرّاف ..دوّن على صحائفك
تاريخ تهجير عشتار
واستخر لعودة تموز بعد المواسم المبعثرة
فوطني يغرق يغرق..ويختنق ..!!
ربيعه مريب ..مهدور المنايا ..وملبّد .. يحتضر
يواري سوءات المتبدّلين الذين
باعوا آخر عظامه للمحرقة ..
هاهي عيون النخاسين عطشى !!
والأشرعة المهاجرة سنّة المحرومين
حين يستعيروا الأرواح للجوازات الممنوعة ..
فالأحلام تشرب الغروب ..
تتناوم على أعمدة مستأجرة المنال..
من ردف سحابة شهيّة المواجع
تستعير صرخة الحناجر
تقايض الحريّة بالميراث ...
فثمة أعينٌ تبيع الوطن على قارعة اللاّأحد ..
لكنَّ وطني لم يمت .. يرتّق حلمه من المسافات ..
وأوديب ما باع أمه ..
مازالت آية الكرسي تحيط أحلامه من خلف يديه..
"وترميهم بسجيل الحجارة "
بشفاه النار
في مواقد المرايا
كزيتونة على جناح الحلم..
شرقية وغربية الحجى
ترسمك ياوطني بريشة رمل تُبعثر
صوت الرصاص في موجة الكراسي !!

خيرة مباركي / تونس
26 / 10 / 2018


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى