منال هاني - لا تفاحة للقدر

شعرت بالقلم في كتفي ، انحدر متساقطا على اديم البوح، اعشوشب السطر ولم يعد يتسع لحرف زائد او نقطة،
استدنت سطرا من احتياطي الذاكرة على ذمة الابداع، سطر طوله قصيدتين وجملة
كان مستعملا ،رممته وأعدت تأسيس لغتي عليه،
كتبت قصة فتحولت الى قطة تلتهم اسماك العبرة فلم يبق من الخاتمة سوى نقطة ، هكذا بدأت قصتي وهكذا اغتالت النص قطتي
اجنحتي مازالت تعمل انطلقت من النافذة وتركت هيكلي مركونا على الشرفة حتى لااثير غيظ الريح
السماء مكتظة اليوم بطقوس الربيع ، الطلع يعيق المرور ورائحة الخصب تعج بأنف العابرين في سبيل المطر والشمس فكرة تطوف بأمزجة المتفائلين
هنا لامعنى للحواس ،فالروح هي الحاسة الوحيدة بجهاتها الأجمع تقتات على اثير الصمت، تغزل من انفاس الوجود عباءة الحقيقة التي لايمكن الشعور بها إلا حين نتجاوز عرى المادة ونتجرد من أثقال هياكلنا التالفة
الجميع يبحث عن شيء، والشيء أمام أعينهم يسخر من جهلهم ، الجميع تائهون رغم وجودهم ومنعدمون رغم ضجيجهم فالعدم آخر طقس من طقوس التحلل والصيرورة، اخر طقس من طقوس الولادة فلاينعدم الصمت إلا بولادة الكلام ولاينعدم العذاب الا بولادة الراحة ولا ينعدم الليل إلا بولادة النهار..
اقضم تفاحتك فهي قدرك ولا تخف من النهاية فهي بوابة لبداية جديدة انزل الى ارضك مطرا ربيعا نسيما وحدث السطر بلغة الكون وامتطي النقطة الى صفحة قادمة..



  • Like
التفاعلات: سكينة شجاع الدين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى