عماد الدين التونسي - رِسَالَةُ السَّلَامِ

نَهْجُ الْهِدَايَةِ لِلْحَيَارَى بَلْسَمٌ
بِمَدِينَةِ الْمُخْتَارِ طَابَ مُقَامُ

فَمُحَمَّدٌ خَيْرُ الْوَرَى طُولَ الْمَدَى
مُنْذُ الْبِدَايَةِ إِسْمُهُ الْمِقْدَامُ

مِنْ بَعْدِ مَا طَرَقَ الصَّبَاحُ مَنَازِلَا
لَمْ يَبْقَ فِي الكَوْنِ الْبَدِيعِ ظَلاَمُ

بِرِسَالَةِ التَّوْحِيدِ جَاءَ الْمُجْتَبَى
خَطُّ الْأَمَانَةِ بِالْكِتَابِ إِمَامُ

بَيْنَ الدُّعَا وَالصَّوْمِ دَوْمًا وَالصَّلَا
مَضَتْ الْحَيَاةُ فَدَرْبُكَ الْإِلْهَامُ

مَا نَالكَ الأَعْدَاءُ حِينَ دَعَوْتَهُمْ
رُسُلُ الرَّسَائِلِ فِي الدُّعَاءِ كِرِامُ

أَمَّا النَّجَاشِيُّ الذِي مَا رَدَّهُمْ
لِلْمَوْتِ يَوْمَ لِقَاءِهِمْ وَنِظَامُ

إِسْرَاءُكَ الْمِعْراَجُ بِالْأَقْصَى الْذِّي
جَمَعَ الصُّفُوفَ بِأرضِهِ الْأَعْلَامُ

قَدْ بَلَّغُوا لِلرُّومِ خَيْـرَ رِسَالَةٍ
وَالفُرْسُ بَيْنَ العَالَمِينَ تُلاَمُ

فِي الْقُدْسِ فِي بَغْدَادَ إِسْمُهُ آيَةٌ
أَمَّا دِمَشْقُ فَشَامُهَا الْإِسْلَامُ

إْذْ بَايَعُوكَ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالْفِدَى
لَمْ يَبْقَ فِيهِمْ لِلرَّسُولِ خِصَامُ

فِي مِصْرَ فِي الْخَضْرَاءِ مِنْكَ بَقِيِّةٌ
تَشْتَاقُ نُورَكَ لَوْ مَضَتْ أيَّامُ

وَإِلَى الفُتُوحِ تَسَابِقُوا وَتَقَدَّمُوا
حَتَّى تَوّسَّعَ لِلرَّسُولِ مُقَامُ

صَلُّوا عَلَيْكَ وفَي الْجَزَائِرِ كَبَّرُوا
بِصَلَاتِهِمْ كَمْ خَطَّتِ الْأَقْلاَمُ

وَتَمَدَّدَتْ بِالأَرْضِ كُلُّ حُرُوفِهِمْ
مِنْ نُورِهَا حَارَ الوَرَى وَظَلاَمُ

مَرَّتْ بِطَنْجَةَ مِنْ هُدَاكُمْ مَسْحَةٌ
فَتَعَطَّرَتْ بِالذِّكْرِ فاَحَ كَلاَمُ

فَتَسَامَعَتْ كُلُّ القَبَائِلِ فَضْلَهُ
وَ تَوَافَدَ الَأسْيَادُ وَالأَقْوَامُ

الْكُلُّ يَعْرِفُ أَنَّ أَحْمَدَ قَائِدٌ
ِللْعَالَمِينَ مُظَفَّـرٌ و هُمَامُ

وَصْفُ الْحَبِيبِ المُصْطَفَى شَرَفُ الْفِدىَ
مَا سَارَتِ الْأَفْلاكُ وَالأَجْرَامُ

رَبِّي بِلاَدُ العُرْبِ تَطْلُبُ شَافِعًا
حَتَّى يَعُمَّ عَلَى العِبَادِ سَّلَامُ

عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيٌّ


1621531905096.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى