د. أحمد جمعه - كان على الحرب أن تنتهي

كان على الحرب أن تنتهي
وتعود الفؤوس تربت على كتف
الحقول الحزينة
وتتعافى المناجل من تسوس أسنانها
وتقبّل السنابل
وتنزع النواعير عن جلدها صدأ الجفاف
وترسم بريقها
الأوشام الخضراء على جسد الأرض.
كان على الحرب أن تنتهي
ويعود الرجال اللاهثون يحرثون أنوثة زوجاتهم
ويبذرون الضحكات
التي أجّلتها طويلا في ظهورهم الحرب
_الأطفال ضحكات مؤجلة
في ظهور الرجال للنساء_
وتعود النسوة المتصحرات لأيام الخصب
يروين الورود على الأسرّة
وتفوح منهن رائحة النشوة
التي كطوب لبني تبلل بالماء.
كان على الحرب أن تنتهي
وترتدي الحقول فساتينها الخضراء
وترتدي الفتيات فساتينهن البيضاء
وتخلع النساء عنهن قمصانهن السود
ويخلع الرجال بذلاتهم الحربية
يشنقونها.
كان على الحرب أن تنتهي
وتبعث القبلات المقبورة في الشفاه
واللمسات التي تعفنت في الأيدي المنجسة
بعرق البنادق
وتزهر كلمات الحب
التي أكلها دود الصمت في القصائد.
كان على الحرب أن تنتهي
وتعيري لي شفتيكِ نكايةً بالحزن
لأبتسم،
وأعيركِ قلبي نكاية بما خلفته الحرب من كراهية
لتضجي بالحب،
وتردي لروحي جناحيها
وأرد لعينيكِ سُحب البسمات!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى