بهاء المري - ما بين السطور..

أطالت في عينيَّ النَظر، ثم سَدَلت رموشها وقالت:
سَيدي، إنَّ الصراحة تَقتضي؛ أن تَسمعَ مِنِّي
أنْ تعِي، وبهذا القول تهتدي
فإن كنا قَطَعنا في الحب شَوطًا، إلا أننا مازلنا نبتدي
لا تَغضَب، ولا تلمني، فلكل قولٍ مُقتَضَى
واعتبرني كما قُلتَ عنِّي، فرَسٌ حَرُون
وأنتَ فارسٌ مِقدامٌ، لا يَخشَى الحُصون
وإنْ تلاشَت من قلبه مَهابتها، فإنما لشجاعته
وما أعَدَّ لها من خَيْلٍ طائعٌ وحَرون
فكان لِزامًا أن يُروِّضها، أن يكون حَنون
فالخيلُ إن طاوَعَتْكَ حينًا وكانت صَبور
ثم حمَّلتها فوق طاقتها؛ فلسَوف تَعرف النفور
*****
هل تفهمني؟ بَلى!
فأنتَ تُجيدُ القراءةَ، ودلالة الألفاظِ، وما بين السطور
وأنا فرسٌ حرون
إذا عاندته ألفيتهُ ثار وفار كالتنور
وإذا لايَنته ألفَيتهُ في رقّة الوردِ، في عَبَق الزهور
وديعًا مطيعًا إذا أطعمته سُكرًا، أو كنتَ معه صبور
*****
وهكذا يا حبيبي أنا
فلا تقل عنى حَرون
قل يا حبيبي حَنون
أو قل إني غيور
فإنْ لايَنتني مَلكتني
ولا أريدُ منكَ جَزاءً ولا شكور
وإن عاندتني فقدتَني
أرأيتَ مَلكًا بلا جاهٍ أو قُصور؟!
*****
حبيبتي، لقد سَمِعتكِ مَلِيَّا
وإنَّ السطورَ، وما بين السطورَ، نُصْبَ عَينيَّا
كيف أُعاندكِ وأنتِ روحي؟
فمَن يُعاندُ روحه، كان غبيَّا.
ومَن يَفقدُ بيديه كنوز عُمرهِ، كان على نفسِه جَنيَّا
أأملكُ الدنيا بحُبكِ ويُصبحُ عَيشي هنيَّا
وأذوقُ حَلاوة قُربكِ عَسَلاً شهيَّا
وتَألفُ أذنايَ صَوتكِ نغمًا شجيَّا
ثم أَهدمُ المَعبد َولا أُبالي؟
أرأيتني شَمشونًا، أو جَبارًا عتيَّا؟
ثم أقعدُ مَلومًا مَحسورًا بعد أن كُنتُ أبيَّا؟
أهذه شِيمةُ العقلاءِ، أَم مَن كان في الحُب صَبيًا؟
*****
كوني كما تكوني، فلا عِنادَ، ولا فِراقَ
ولا مَلاذ مِنكِ إلا إليكِ
ولا هُروبَ مِنِّى إلا إليَّ
فأنا على حُبكِ وعَهدكِ باقٍ، ما دُمتُ حيَّا.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بهاء المري - مصر.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى