لكأنك من أصحابِ الكهف!!
ألا يكفيك ضياعُ نهارٍ
لم تبرح فيه سريري...
بالكاد أراك تغير من رقدتك
وتفتح عينك بين الغَفوة والإغْفَاءة...
يبدو أن العالمَ أصبح مرعى للغزلانِ
وأن الدنيا يتصالح فيها الضدانُ
وأن الذئبَ رفيقُ شريداتِ السربِّ ...
تنامُ كأن السِفْلَةَ غابوا من قُدامِ البيتِ
كأن عظامَك لم تطحنْها الريحُ
وأن مبارزةَ الأمس مع الطاحونةِ
كنت الظافرَ فيها!
الساعاتُ تمرُّ
ونصفُ الليلةِ ينفضَّ
وها أنت تنامُ
كسيرَ الخاطرِ
محزونَ الصورةِ
والغُصّات تحاصرُ قلبَك..
أعرفُ أن زمانَ المشاءين تولَّى
والقرنُ الحاليَّ تراه...
لا موطئ خطوٍ فيه لمثلك
بين صيارفةِ المالِ
وتجارِ الرهنِ...
الأيامُ الفُضلى أخذتها الريحُ
وأنت تعيسُ الحظِّ
ولِدْتَ غريباً
عن أزمنةٍ أولى
كانت للفرسان
الحظوةُ فيها
كانوا شمسَ العالمِ
أربابَ الآبادِ
وكان التاريخُ
يدوِّنُ ما يُملِيه
الأحفادُ عن الأمجادِ
يورثها الأجدادُ
وكان صبايا الزمنِ الفائتِ
ينقشنَ على الأجسادِ
حكايا العُشَّاق الأُوِلِ
ويحفظُها الأشهادُ
وها أنت صنيعُ القرنِ الواحدِ والعشرين
بلا تاريخ
أو رَاوَية...
لا يذكرك الناسُ
ولا تأتيك صبياتُ الحيِّ
لتحطم أعناقَ الحُسَّاد...
لكن مغامرةً تنمو
في أحشاءِ الليلِ
أراها
وأراك بها في مَدِّ الرؤيةِ
تفتلكُ بالأوغاد
وتهزم جيش المَرَدَةِ ...
فلتعتمر الآن الطِسْتَ مكانَ الخَوذَةِ
ولتتخذ غطاءً من آنِيَةِ البَيْتِ
محلَّ الدِرع
وحاذرْ أن تتفلتَ خطواتُك
أو تتعثرُ في عتباتِ البابِ
فتلقى السحرة
مدلوقاً فوق الأرض
ويضحكُ منك الناسُ
أمامك شغلٌ
لا يقضيه سواك
فلا تتشاغلْ بالفتيانِ
إذا قذفوقك
وإن تبعوك
وصاحوا:
يا مجنون
ولكن إن أوقفك
رجالُ الشرطةِ
أو سألوك
على أوراقٍ لا تحملُها
فلتتخذْ الحيطةَ
ولتلتمسَ النجدةَ
من قديسةِ قلبك
ربتِك الحاميةِ
وليتسعَ مجالُك
لا تزعلْ من كفٍ يسرجُ عينَك
أو ركلةِ شرطيِّ في الحسّاسَةِ...
ولتلتمس العفوَ
وإن تركوُك
لتحملْ ذيلَك في أسنانِك
اركضْ كالمجنونِ
كأن العالمَ مرعى للغزلان!!
ألا يكفيك ضياعُ نهارٍ
لم تبرح فيه سريري...
بالكاد أراك تغير من رقدتك
وتفتح عينك بين الغَفوة والإغْفَاءة...
يبدو أن العالمَ أصبح مرعى للغزلانِ
وأن الدنيا يتصالح فيها الضدانُ
وأن الذئبَ رفيقُ شريداتِ السربِّ ...
تنامُ كأن السِفْلَةَ غابوا من قُدامِ البيتِ
كأن عظامَك لم تطحنْها الريحُ
وأن مبارزةَ الأمس مع الطاحونةِ
كنت الظافرَ فيها!
الساعاتُ تمرُّ
ونصفُ الليلةِ ينفضَّ
وها أنت تنامُ
كسيرَ الخاطرِ
محزونَ الصورةِ
والغُصّات تحاصرُ قلبَك..
أعرفُ أن زمانَ المشاءين تولَّى
والقرنُ الحاليَّ تراه...
لا موطئ خطوٍ فيه لمثلك
بين صيارفةِ المالِ
وتجارِ الرهنِ...
الأيامُ الفُضلى أخذتها الريحُ
وأنت تعيسُ الحظِّ
ولِدْتَ غريباً
عن أزمنةٍ أولى
كانت للفرسان
الحظوةُ فيها
كانوا شمسَ العالمِ
أربابَ الآبادِ
وكان التاريخُ
يدوِّنُ ما يُملِيه
الأحفادُ عن الأمجادِ
يورثها الأجدادُ
وكان صبايا الزمنِ الفائتِ
ينقشنَ على الأجسادِ
حكايا العُشَّاق الأُوِلِ
ويحفظُها الأشهادُ
وها أنت صنيعُ القرنِ الواحدِ والعشرين
بلا تاريخ
أو رَاوَية...
لا يذكرك الناسُ
ولا تأتيك صبياتُ الحيِّ
لتحطم أعناقَ الحُسَّاد...
لكن مغامرةً تنمو
في أحشاءِ الليلِ
أراها
وأراك بها في مَدِّ الرؤيةِ
تفتلكُ بالأوغاد
وتهزم جيش المَرَدَةِ ...
فلتعتمر الآن الطِسْتَ مكانَ الخَوذَةِ
ولتتخذ غطاءً من آنِيَةِ البَيْتِ
محلَّ الدِرع
وحاذرْ أن تتفلتَ خطواتُك
أو تتعثرُ في عتباتِ البابِ
فتلقى السحرة
مدلوقاً فوق الأرض
ويضحكُ منك الناسُ
أمامك شغلٌ
لا يقضيه سواك
فلا تتشاغلْ بالفتيانِ
إذا قذفوقك
وإن تبعوك
وصاحوا:
يا مجنون
ولكن إن أوقفك
رجالُ الشرطةِ
أو سألوك
على أوراقٍ لا تحملُها
فلتتخذْ الحيطةَ
ولتلتمسَ النجدةَ
من قديسةِ قلبك
ربتِك الحاميةِ
وليتسعَ مجالُك
لا تزعلْ من كفٍ يسرجُ عينَك
أو ركلةِ شرطيِّ في الحسّاسَةِ...
ولتلتمس العفوَ
وإن تركوُك
لتحملْ ذيلَك في أسنانِك
اركضْ كالمجنونِ
كأن العالمَ مرعى للغزلان!!