المستشار بهاء المري - أفِرُّ مِنكِ إليكِ.. من كتاب فيض الخاطر

ألقَيْتِ بأحجار حُبُّكِ فى مياه مشاعرى الرَّاكدة ِمُنذ عشرات السنين.
حرَّكتِ فيها دوَّامات الحبِّ فانتفضَ قلبى من تحت حبَّات الرِّمال.
لِمَ بعثتِ فيه الحياةَ بعد طُولِ مَوات؟
كان مُختبئًا فى مَحاراتِ الذكريات واعتزَل النساء.
كان مغرورًا برسائلِ الحب القديم وبالذكريات.
مُتعاليًا بملفاتٍ جاوزَ حجمُها على الحاسوب لو أنَّها طُبِعت آلافَ المجلدات.
وها أنتِ تأتِ لتُشعلى النار فى القديم .. ويُدمِّر "فيروس" حُبكِ جميع الملفَّات.
صار قلبى بين أصابِعكِ مِثل طينة الصَّلصال؛ تُبدعين فيه ما تشائين من تشكيلات.
صارت روحى تتبعكِ دونما تفكير.
بجبروت فارسٍ مِغوار غرَسْتِ فيه حُبكِ حين التقينا؛ كسهام الرَّدَى فى ساحات القتال.
لو لم تقولى أنه نفسُ إحساسكْ.
وأنَّ حُبِّى يجرى فى دمِكْ مَجرى أنفاسِكْ؛ لاستطعتُ العودة إلى حُصونى؛ ونأيْتُ بقلبى عن سِهامِكْ.
آهٍ مِنكِ سيدتى:
هل يُمكن احتمال ذلك؟
هل أستطيعُ العودةَ إلى ما قبل التقائِكْ؟
كلا .. فأنا لا أستطيع فقدان ذاتى.
هل تستطيعين أنتِ ذلك؟
لن أستطيع ولن تستطيعى .. ولن يكون أبدًا فِراق.
حُبنا مُشتركٌ .. والحب المشتركُ ليس منه شفاء.
فإمَّا الموت مُشتركًا .. وإما الاحتراق.
لن نملك هذا القرار.
لن نملك الفرار.
وإن خيَّرونا.. فلن نَملكَ حتَّى؛ حقَّ الاختيار.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى