سهير الطويل - ماؤكَ لم يعُدْ مُهيَّئًا للسَّيرِ

الماءُ
لم يَعُدْ مُهيَّئًا للسَّيرِ
قَدَمَاي حُبْليانِ بأنفاسِ عقلي
صمتِي يَحرُثُ السَّماءَ كُلَّ ليلٍ
أفكاري التي لم ترتدِ يومًا ثوبًا للعيدِ
ولا قميصَ نومٍ لصيفِ قصائدي
ولم تَتَعلمْ إشعالَ النجُومِ بين أسراري
لا تخافُ شياطينَ قلمي .

اللابةُ التي تَخْرُجُ من براكينِ قلبي
أصْلُها مَعَادنُ
لوافِظُهَا غُبارُ أحزاني
إذا قَبّلتِ الشَّمسَ في جبيني
بَرُدَت
فهل إذا قبّلْتُها
يصيرُ ماؤكَ صالحًا للسَّيرِ
السُمُّ لا يَقتُلُ الموتَ
ترى إن رَشَوْت ضعفي للغناءِ
هل أغنِّي
الماءُ لا يَسْتَحِمُ في قلُوبِ الجُبناءِ
وجْهُكَ الذي تَبَوَّل في مرآتي
لن يتنفَّسَ في قلبي .

ما عادَ في الوقتِ منازلُ للنجُومِ
السَّنابِلُ تُولدُ بين أصابعِي فارغةٌ
الملائكةُ لن تهبطَ علي ظلٍّ ملطَّخٍ بالغيُومِ
عيناكَ لَفَظَتا سِحْرَهُما الأخيرَ بين أهدابي
والذكرياتُ لا تمرُّ في طريقٍ مرتيْن .

لا أخضرَ لي
ولا أبيضَ أريدُ
فقط أحتاجُ زحزحةَ الجبالِ عن رأسِي
نافذةً لرائحةِ السَّماءِ
منديلا لذاكرةٍ تنامُ بين جُرحيْنِ
أناسًا لا يدخلُون مساجدَ قلبي بأحذيتِهم
وهواءً طازجًا
يكفي للرحيلِ .

سهير الطويل
نوفمبر ٢٠٢٠ ميلادية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى