أمجد زكريا - إنا لله

مُتَجسِد على هَيئتِي
تَرانِي واحدًا وأنا كُثر.
باحثُُ عن مُدن السَّلام؛ واِنبِلاج الفجر
بِلهفة طفل مَوعُود بُنزهة عِند الصباح.
يهبطُ المَساء ثُم يأتي مُتبخترًا؛
كرجلٍ مَفتول العَضلات من حِمل
الصَباح، مَغرورًا بأمسيَات العَاشِقين.
هَذه القُشَعْريرَة في مُنْتَهى
السَريَانِ بالبَدَّن..
هَذِه اليد تُسبِح، تَتَلطَّف، تَربِت
وتارةً مِنجلُ قِطاف..
هَذِه القَدَم مُبلِغةُ أهدَاف..
ماشِيةُُ على إسْتِحيَاءٍ عِند التَكاسلِ
عن سُلوك طُرق الدَّرب القَوِيم
هَذا القلبُ فائزُُ؛
دَّام عامرًا بالله..
هَذا الضَهرُ ماضَرهُ شيء
إن نَبت لهُ جَناحان..
هَذِه العَيْن تَحتقِن ثُم تَدْمَع،
ثُم تعاود الاِحْتِقَان،
هَذهِ العَيْن لاتعرفُ اسْتِسْلَام..
هَذه الُّروح لَن تَحيد.

* * *
أبداننا وِعاءُُ للأرواح
بيّد المَولى فَالِق الأصبَاح
سَبحت الكائِنات بِحمده
وَرُزِقت كَما البشر
هَذِه المَنظُومة
في مُنتَهى الإبداع!
لايُلاَعِب فيها الذِئب المَسعُور
الأغنَام في مراحِها..
ولا يَأْكُل الفأر القِط...
لايَخشى البَيْهَسُ قَطِيع الضِبَاع..
ولايُصِيبُ الفَهد الشك
بأنه أسرعُ الثَدِيات..
ولايُصاب العُقاب
بِضُعف النَّظَر!..
هَذَا الكَوْن أهل للتَفكُّر!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى