باسم أحمد القاسم - التوازن المفقود - من مقدّمة ركن الهايكو لــ ماريو بينيديتي

في عرض مترجم قدّمه المترجم المغاربي الأستاذ مزوار الادريسي و تناول فيه مقدّمة كتاب ( ركن الهايكو) للأديب الراحل " ماريو بينيديتي " ثمّة ما يمنحنا درساً في اللياقة العالية في تقديم وجهات نظرنا المتعددة حول شعر الهايكو وهو أنّك لن تنسب لموضوعة هذا الأدب الياباني ماهو بالأصل وجهة نظرك المبنيّة على احتكاك متواضع وسريع مع هذا النمط ليس فقط ذلك ولكن أنت أيضاً لن تجعل من وجهة النظر هذه قاعدة وتأصيل تستقتل في الدفاع عنها وتكريسها ، الواقع ثّمّة توازنٌ واعٍ يحققه هذا الأديب المهمّ وحريٌّ به ذلك وهو أنّه يحدثك بشفافية عن مرجعيته في حديثة عن شعر الهايكو رغم عالميّة اسمه وإنتاجه لكتاب هايكو "ركن الهايكو "
كيف ذلك ؟
الواقع إن مُجمل ما يمكن أن نتحلّى به من حُليِّ هذه المقدّمة هو عبارتان وردتا عن الكاتب وهما :
- (( في ما يخصُّني، لم أزر اليابان ولا عرفتُ لغته، ولا أنا خبير في تاريخ الهايكو وتطوّره. حقيقة، قرأتُ أشعارَ الهايكو جيداً واستمتعتُ بها في ترجمات جيدة، العديدَ من أشعار الهايكو في نماذجها التقليدية، التي أسَرَتني دوماً. ويقتضي التوضيح، أني لمجرِّد تقديمي ضمن هذا المؤلَّف أزيد من عشرين ومائتي قصيدة هايكو من حصيلتي الخاصة، لا أعتبر نفسي "هَايْخِين ))
- ((وفي ما يخُصُّني، واضح أنني لم أنصرف إلى تقليد شعراء يابانيين، ولا حتى إلى إدراج صُوَرهم ومواضيعهم المفضلة. بالكاد كانت لي الجرأة على التوغل في هذه النماذج الشعرية الغنائية، لكنْ ليس بالاستعانة بالمبتذل الياباني الجاهز، وإنما بقلقي أثناء ذهابه وإيابه، ومناظري الطبيعية، وأحاسيسي، التي هي بعد كل شيء لا تختلف كثيراً عما في باقي أعمالي الشعرية.))
هاتان الحليتان تشيران إلى الحيادية والصدق أمام نفسه والجمهور فهو يقول بوضوح أنني لم أطّلع على الأصوليات ولا أنسب كلامي وخلاصتي لموضوعة الهايكو عند اليابانيين ..إنّه يقول (( إنها تجربتي التي تخصّني وحدي ))
الواقع لا أدري إن كانت مقالتي يمكن أن تترجم لعلّها تصل إلى ماريو فنتشارك وجهات النظر ونتبادل الأفكار ولكنني هنا بين أقراني من العرب وليس لنا حاجة للترجمة ، سنحاول أن نفكك محتوى وجهة النظر باختصار قبل أن نقبل بها بالاتّكاء على مكانة الشاعر وهي مهمّة بلاشك ولكنها لن تفقدنا توازننا
وعليه أقول :
من الواضح أن الكاتب في مقدّمته يخوض في ما يشبه الببلوغرافيا عن شأن الهايكو عند بعض الكتّاب الأوربيين عموماً ومن ثمّ اللاتينو أميركي خصوصاً ثمّ نصل بعدها التركيز على قضية ( الصواتيّة / الفونيم ) أو سمّها كما يحلو لك ، إنّه يجعل منها قيمة عظيمة ويؤكد على أن الالتزام بها وتحقيقها كان هاجساً عند من سبقه في صيغة ( 5/7/5 ) ويولي لها أهمية كبيرة عنده أيضاً ليقول :
((لقد رغِبْتُ لقصائدي من الهايكو ألَّا تحيد كيفما كانت الحال عن شرط . 5/7/5 هذا الوفاء البنيوي هو، بعد كل شيء، الشيء الوحيد ذو الطابع الياباني في هذا العمل المتواضع اللاتينو أميركي.)) حسناً إن لم يكن ثمّة تبحر عند "ماريو" فسنأتي برأي من تبحّر وبرأي اليابانيين أنفسهم :
إن القول بإمكانية تحقيق وظيفة الصواتية في نص الهايكو " الأجنبي " كما كانت عليه هذه الوظيفة في هايكو اليابانيين هو قول باطل مع اللغة اللاتينو أمريكيّة ولغات كثيرة لا تحصى ومنها لغتنا
كيف ذلك ؟
إن التقطيع الصوتي في اللغة اليابانية عموماً وفي الهايكو خصوصاً ليس ذو صفة اعتباطية بينما في لغتنا على أقل تقدير فضلاً عن الانكليزيّة فهذا التقطيع يأخذ سمة الاعتباطية سأعطي مثال من المقال فلو نظرنا إلى النص :
"قِطع طين/ عَبْر دروب شبه ظِّل/ تنط العلاجم"
هذا النص يستشهد به الكاتب بصحة التزامه بالصوات الياباني ، أريد أن آخذ من العلاجم الصوت الخامس (جِم) نلاحظ أنّه اعتباطي يعني ليس وسيلة للتواصل وطبعاً بالإسبانية ستجدهُ ذا صفة اعتباطيّة , بينما في اللغة اليابانية لا يوجد اعتباطية فلكل تصويت عند اليابانيين وظيفة للتواصل تغيير معنى الكلمة كلّها بسبب طبيعة هذه اللغة والتي يكون التواصل اللغوي فـي اللغة اليابانية علـى أساس الصواتيّة في نطق الكلمة و ورغم أنني لم أتعامل باللغة اليابانية قط ، إلّا أنّ المراجع موجودة وإلّا لماذا وجِدت ! إنها وجدت لأجل هذه الحالات وسأعطي منها مثالاً :
(はしhashi)، يختلف معناها باختلاف النبرة، فيكون معناها: (عيدان الأكل) عند ارتفاع النبرة على المقطع الأول (はしhashi)، بينما يكون معناها: (جسر) عند ارتفاع النبرة على المقطع الثانـي (はしhashi) – فتصوّروا-. وترتفع النبرة فـي حالة الحركة الطويلة وذلك بمدها بتكرار الصوائت الخمسة، فيستخدم الصائت (あa) للتعبير عن حركة الفتح الطويلة، والصائت (いi) للتعبير عن حركة الكسر الطويلة وهنا يجب التنويه أن اليابانيين في طوكيو مثلاً لديهم بمرجعية لـهجة طوكيو فـي ١٤ حرفاً صامتاً (ساكنًا)، وخمسة صوائت، (حروف متحركة)، وحرفين شبه صائتين وهم يصنعون باستخدام عدد الأصوات في أدائها كلاماً لانهائياً في تواصلاتهم . لذلك من أجل فهم معانـي هذه الكلمات، لا يمكن الاستغناء عن مقاطع الكتابة التصويرية (كانجـي)؛ لتوضيح الفروق فـي المعنـى فـي حالة الكتابة، أو فهمها من سياق النص فـي حالة المحادثة.*
إنّها إذا لغة تضبط معاني ألفاظها " النبرة accent" ليس في نطقها فقط وإنّما يجب أن تكتبها ، لذلك التقطيع الصوتي في الهايكو هو مصيري في عمليّة التواصل وحين نأتي لنتحدّث خصوصاً عن الهايكو سنأخذ مثلاً هذا النص
لـ" بوسون " :
أزهار اللفت –
القمر في الشرق و
الشمس في الغرب
菜の花や 月は東に 日は西に
na no hana ya / tsuki wa higashi ni / hi wa nishi n

إن na لوحدها صوت وتعني "خضرة " و no لوحدها تعني "مِن" و hana تعني " زهرة "
كل هذه الأصوات منفردة لها معنى ولكنها معاً تعطي معنى " أزهار اللفت " بينما نحن إذا كتبنا " أز/ ها / رل / لف / تِ " كل صوت من هذه الأصوات الخمسة ماذا سيعني لك ؟ لا شيء طبعاً
ولننتبه أننّا لا نتحدث عن نطق كلمة فنحن في لغتنا يمكن أن نتفنن بنطق الكلمة فتبدو زجراً أو ليناً ولكن معناها يبقى ثابتاً فقط، فالتصويت و الصواتيّة توحي بحالة المتكلّم ، فإذاً نحن نتحدث عن نطق نبرة صوتيه في كلمةٍ تغيير معنى السياق وليس فقط للتعبير عن حالة المتكلّم.
ومن جهة أخرى وبالغة الأهمّية فقد أورد إشارات في هذا الصدد وأكثر من مرّة الكاتب السوريّ محمّد عُضَيمة خصوصاً مع الباحث " كوتا –كاريا "*** في كتاب تاريخ الهايكو الياباني حين قال :
(( إنّ تحديد العدد 5/7/5 يعني أن في السطر خمسة أصوات هذه الأصوات الخمسة تكوَن كلمة أو كلمة وحرف وهذا الحرف يجد تتمة فيما يجيء بعده من التعداد /7/ وهكذا حتى ينتهي الهايكو تام المعنى )) وفي مناقشة جرت معه أكّد لي أنّ الموضوع له أبعاد أكثر من ذلك
وله ارتباطات بعيدة الجذور لها علاقة بالتاريخ الصيني والمعتقدات السائدة أيضاً
بعد هذا العرض قل لي إذاً لماذا سأحتاج منك في النص أن تقطّع لي الأصوات ؟ أنا عربي وأنت عربي وذاك انكليزي ومعه انكليزي وكذلك آخرون !
إنّ عدّ الأصوات 5/7/5 عند ماريو يشبه تقطيع (فعلن وغيرها ) فماذا تنفعك تجزئة صوت ( فعـ / لن ) في إيصال المعنى ؟ لا شيء طبعاً
من قال أن تواصلك وتوصيلك لنص الهايكو من أبناء لغتك بنجاح ومتعة يحتاج تقطيع صوتي! أو حتّى يكون نص الهايكو كتابة جديدة وخارقة للعادة ! لديّ احتمال واحد وهو أنّك تريد أن تتواصل معي عن طريق الشيفرة Morse code بطريقة جديدة
أيها الأعزاء إنّ منظومة (5/7/5 ) الصوتية لم تُهمَل مطلقاً ولها قيمة عظيمة في انجاز الهايكو عند اليابانيين ولكن كتّاب الهايكو من باقي اللغات أخذوا منها عبرة جوهرية وتُركوا الباقي وذلك لعبثيّة تطبيق أعداد اصوات وهذه العبرة هي أنك ستكتب باقتضاب وقصر لا يؤثر على إيحاء الهايكو ..لقد قرر اليابانيون أن يتواصلوا في نص الهايكو بهذه الصيغة في تحدٍ لقدرة الاختزال في الشعر وأهمّيتها الكبيرة في مقدمة الـ ( كوكن واكا شو ) المقدّسة ومن جانب آخر خصيصة لغتهم الصواتية تخدمهم كثيراً ، إنّهم يعدّون الأصوات ليس للإحصاء ولكن في التواصل والتوصيل ..
إنّ هذا التفصيل ألزمتني بعرضه لكم فكرتان عند "ماريو"
الأولى: حين عرض نصوص وقال أنّها على منظومة ( 5/7/5 ) وهي ليست كذلك ولا أقول ذلك من باب التقطيع ولكن من باب خصيصتها بإنتاج المعنى في سياق نص الهايكو
والثانية: هي قولهُ ((هذا الوفاء البنيوي هو، بعد كل شيء، الشيء الوحيد ذو الطابع الياباني في هذا العمل المتواضع اللاتينوأميركي. )) وهو كما بيّنت ليس طابعاً يابانيّاً في نصوصهم ولا نصوصنا التي نكتبها ، إنّ الطابع الوحيد هو أنك تكتب أقصر نص شعري في العالم وربّما "ماريو" يريد أن يتحدّث عن ذلك ويعني به تحدٍّ من نوع ما ولكن أوهمته منظومة 5/7/5 لضآلة احتكاكه وإحاطته بمرجعيات خصوصيّة الهايكو الياباني كما صرّح بذلك ..

وأنوّه إلى أنّ فحوى التفاصيل التي عرضتها قالها بدون تفصيلات الكثيرون من أرباب الهايكو اليابانيون والأجانب ابتداءً من أساتارو ميامورا في عام 1932فقد استخدمت شكل سطرين في ترجمة الهايكو الكلاسيكي والمعروف أن الهايكو الكلاسيكي سطر واحد من الأعلى للأسفل أو من اليسار لليمين. وكان أيضا شكل الاختيار من قبل هذه الشخصيات الهامة في وقت مبكر في عالم الهايكو ..
أريد اختصار القول بأن الأغلبية خرجت بنتيجة أوضحها / جيم كاسيان / في مؤلّفه المعتمد على وجهات نظر لليابانيين المختصين وعلى الأوربيين الذي عاشوا في اليابان وماتوا فيها مثل " بليث" وهو بحث بعنوان الأحرف الأولى في الهايكو للمبتدئ والخلاصة :
((يجب أن يكون في الهايكو القصر والتكثيف ولكن ينبغي أن يعتمد ترتيبه على احتياجات القصيدة، وليس احتياجات التقليد. بحيث يسمح لنا بتشكيل القصيدة وفقا لاحتياجات المزاج والمحتوى، بدلا من المطالبة بشيء غريب مثل عدد المقاطع في خط )) و للعلم إن مختبرات هايكو أجنبيّة كثيرة أجرت تجارب على تأمين منظومة التصويت 5/7/5 ولكنها خلصت بالنهاية إلى نتيجة جيم كاسيان
وللعلم أيضاً إن هذا النموذج الي نتداوله بكثر قد عممه الانكليز وبعض الأوربيين بالتوافق مع اليابانيين كاقتراح :
وهو أن النص يكون إما سطر قصير/ أطول / قصير( أو) قصير/قصير /قصير وتشير إحدى الدراسات الحديثة إلى أن أكثر من 90٪ الهايكو التي نُشرت باللغة الإنجليزية في العقود الثلاثة الماضية ظهرت في هذا الشكل، وليس هناك دليل على أن هذا يغير في تقليد وجوهر الهايكو اليابانية الكلاسيكية ..
في الواقع المحور الثاني الذي صرّح به "بينيديتي" شارحاً بأنّه يشكّل مجمل وأهم ما يعتمده أثناء كتابة هايكو من حيث المحتوى هو ((الآن، وبعد طلب الصفح من باشو، وبوسون، وإيسا وشيكي، أعتبر الهايكو وعاءً خاصاً بي )) وأيضاً هنا نجد شفافية ذاته العارفة الجميلة ولكن هي بمثابة إطلاق وفتح الباب على الغارب من ناحية المحتوى وأسلوب طرحه فالإعجاز والجديد عنده هو أنك تلتزم بمنظومة
الأصوات وحسب ، ولكن على ما يبدو هووهمٌ بنيويٌّ لا يسمن ولا يغني من جوع ..
فهل نستطيع أن نقول أنّ " ماريو بينيديتي " أخذ الخيط وترك العصفور ؟ نعم نستطيع وكان عليه أن يأخذ العصفور وخيطه معاً ولكن الوقت لم يسعفنا بعد رحيله لننصحه بذلك لأننا هذه المرّة جاء دورنا نحن لنطلب منه الصفح حين نقول عن نصوصه بأنك تكتب الومضة يا صديقي أو سمّها ما شئت ولكن لا تسمّها هايكو
كما في نصوصه هذه :

تَمُرُّ الصواريخُ
تُخْمَةُ الهمجية
المعَوْلَمة

موتُنا
لا يَحْسُنُ نسيانُه
ولا تذكُّره

إنها أيادٍ خرقاءُ
لعازف بيانو أو حدَّادٍ
تلك التي لا تتكلم
ـــــــــــــــــــــ
ختاماً :
إنّه لحريٌّ بنا أن نتخلق بهذه الشفافيّة والانضباط الثقافي في مكاشفة المبدع مع الجمهور فهذا ما يمنح المتحدّث عن الهايكو وفي الهايكو توازناً محموداً كما فعله " ماريو بينيديتي " في مقدّمة كتابه "ركن الهايكو" " وهذا كلّ ما يمكن أن تستفيد منه في هذه المقدّمة والسؤال هنا : إذا كان كذلك ، فلماذا قمنا بتفكيك وبسط محتوى هذه المقدّمة ! أقول : تقريباً هو لنفس الهدف وهو تحقيق التوازن عندما نقرأ آراء لشعراء عالميين يحاولون مع الهايكو فنحن قومٌ لابد لنا أن نأخذ " العصفور مع خيطه " وحينها سنعرف كم تشابهنا نحن العرب مع ماريو بينيديتي في كتابته للهايكو.. ثمّ نسأل أنفسنا : كم أضعنا من الوقت في هذه المتاهات ..
اكتبوا الهايكو اكتبوه بغزارة فقد فاتنا وقتٌ ثمين ولا تتشابهوا مع أحدٍ إلّا مع حقيقة الهايكو


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ مزوار الإدريسي: كاتب ومترجم من المغرب
تم عرض ترجمة مقدّمة ركن الهايكو على صحيفة العربي الجديد 24/4/2018
ـــ ماريو بينيديتي : كاتب وشاعر أوروغواني، ولد في باسو دي لوس توروس في أوروغواي في 14 سبتمبر عام 1920-2009 حصد خلال مسيرته الإبداعية على عدة جوائز، صدرت مجموعته ركن الهايكو عام 1999
…………….
المراجع والمصادر حتّى لا نفقد التوازن :
* / د. شهاب فارس / اللغة اليابانيّة وآدابها / مؤسسة Nippon
** The Art of Concision: A Look at Haiku/ / مؤسسة Nippon
*** / مقدّمة كتاب الهايكو الياباني عمل مشترك / محمّد عُضَيمة & كوتا-كاريا /
ــ جيم كاسيان / شرح الأفكار الأولى لمبتدئ الهايكو
ــ أوكا – ماكوتو / محاضرات في التقاليد الشعريّة اليابانية ت: محمّد عضيمة
_ محمّد عُضَيمة / شاعر وناقد سوري - أستاذ محاضر في جامعات طوكيو


ـــــــــــــــــ
باسم أحمد القاسم / سورية / دمشق 2018





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى