إبراهيم حسان - يا بابل َ النور..

مرت على بابنا كي ترهن الطبقا
هناك مَن حقها في العيش قد سرقا
قالت لدي يتامى عشت أطعمهم
حتى ألاقي كما ربي قضى النزقا
وصاحبي كان في الدكان منشغلاً
فردها ..فاصطلى ذا القلب واحترقا
تمشي وعزتها تخفي الشقاء بها
في نظرة العين خلت الويل والأرقا
يبكي الرضيع ولا بالمال يرحمها
إنسٌ وبؤس على ثوبٍ لها نطقا
تمشي تجر أنين الحزن حافيةً
والشمس قد أنجبت من جلدها عرقا
فقيرة ليس في الإمكان من رغد
ورغم ذاك أرى أخلاقها عبقا
ناديت: مالكِ يا أخت العراق لنا
من بعد مجدك من أنهى بكِ الرمقا 
أين الخلافة في الأرجاء شاسعةٌ
وأين بغداد لم نعرف لها غسقا
وأين شمسك كم ضاءت دياجرهم
أين الفرات شدا كي يلثم الشفقا
ردت: أتاني غريبُ الأصل مغت..صباً
عرضي ومجدي وكنز الجد قد سرقا
وخلَّفوني بعار الفقر بعد علاً
وبالمهانة قلب العُ..رب قد رشقا
فلا أبيع لهم مهما أرى شرفي
أنا المجيدةُ رِي صد..ام قد صدقا
فقلت: دونك مالي بالعفاف خذي
قالت:فخذ طبقي رهنا فقد رزقا
همست : لا أبتغي رهنا ولا حرجا
ردت: لقد زدتنا من أمرنا رهقا
ما كنت للمال قبل الرهن آخذةً
بنتُ العراق أنا لو قلبيَ احترقا
أعطيتها ومشت في الأرض ناظرةً
لم تلتفت أو أرى طرفا لها استرقا
مأساتها ألف ديوان ٍ وملحمةٍ
في وصفها أنهيَ الأحبارَ و الورقا
يا بابل النور يا آشورَ يا نجفاً
ويا سماوةَ يا أنبارَ يا ودقا
تاهت على حزنك المصلوب خارطتي
والدمع مني هوى في رملها وسقى
مَن لليتامى أمام الفقر أرملةٌ
تمشي وترهن ما قد سدها رمقا
وتلك جامعة الأع..رابِ نائمةٌ
سبحان من نعَّم الأج..لاف كم رزقا
لم يسمعوا لنواحٍ للرضيع لها
وصوتُ كأس لهم ما جوعها رتقا
كنا الحضارةَ قنديلا يشع هدىً
يمضي إلى أمم ٍ والقلب فيه تقى
هوتْ وقد ضيَّعوا لمَّا لهم سمحوا
نعلَ العدو إلى أقداسنا اخترقا
وبيننا أشعل البغضاء تحرقنا
ثم التوى لكنوز الشرق قد سبقا

إبراهيم حسان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى