شريف محيي الدين إبراهيم - و رحل الكبيران... الناقد عبدالله هاشم، والشاعر أحمد مبارك....

في الإسكندرية ارتبطنا كثيرا بالأستاذين عبدالله هاشم، وأحمد مبارك...
كان الاثنان يتمتعان بصفات فريدة متشابهة!!
فكل منهما يستطيع أن يحدث حراكا أدبيا جبارا بما يجمع حوله من مبدعين وكأنهم مريدينه،
عبدالله هاشم في ندوة الجمعة ببيته، والاثنين في قصر ثقافة الانفوشي و أماكن متعددة بدأت بقصر ثقافة الحرية الذي هو مركز الإبداع حاليا.
وأحمد مبارك في مقهى بحبح ثم قرناص
والعديد من المقاهي الثقافية والشعبية بشكل شبه يومي في شتى بقاع الثغر...
حيث يجتمع فطاحل الإبداع شعرا ونثرا مع مبدعي الإسكندرية الذين يلتمسون منه النصح و التوجيه أو المراجعة.
الناقد عبدالله هاشم لم يكن يكتفي بمراجعة النصوص بل كان يتدخل كثيرا بحذف او إضافة عبارات لتزيد العمل قيمة وعمقا، فهو بمثابة المايسترو الذي يضبط إيقاع النص وينبه المؤلف إلى بعض الهنات أو الشطط الذي قد يقع فيه نتيجة انفعاله بالحالة أو تمسكه الطبيعي بما يقدمه كقطعه من وجدانه، فكان كثيرا ما يقسو على بعض النصوص وبعض المبدعين بغرض الدفع بهم إلى الرقي وتقديم ما يناسب موهبتهم.
وكان الشاعر أحمد مبارك يفعل نفس ما يفعله هاشم مع الشعراء، وأحيانا بعض كتاب القصة من المقربين منه.
هاشم ومبارك لهما اتصالات واسعة بالعاصمة وكتابها المحظوظين، و يمتلكون شبكة علاقات عبقرية مع مبدعي، مصر، ومسؤولين الثقافة، وقد كان ذلك معينا
لأدباء الإسكندرية ووسيلة مساعدة للدفع بهم في أتون الأضواء،
هاشم ومبارك إذا قررا تلميع وتنجيم مبدعا ما فإن ذلك لابد أن يتحقق، وهم في هذه الحالة يسخران كل قدراتهما إيمانا منهم بموهبة يرونها لافتة وتحمل قيمة نادرة.
من كتاب النثر الذين ينتمون إلى مدرسة عبدالله هاشم :
سعيد بكر، مصطفى نصر، محمد عبد الوارث، محمد الفخرانى، عبد الفتاح مرسي، جميل متى، سمير حكيم، منير عتيبة ،بشرى ابو شرار، محمد خيري حلمي، محمد عطية، محمد عباس، محمد حمدي، آمال الشاذلي، د حورية البدري، حنان سعيد، سهير شكري، رشاد بلال، عصام حمودة، يحي فضل ،و قافلة كبيرة من كتاب النثر، يصعب حصرهم جميعا،

كل من يختلف مع عبدالله او مبارك حتما يعود إليهما ثانية ، الرجلان في النهاية بشر ولهما بعض الأخطاء، ولكن يبقى شيء واحد لم يختلف أحد عليه:
أنهما قدما كل حياتهما للإبداع، بكل حب وإخلاص، .

الإسكندرية بطولها وعرضها وعلى مدار خمسين عاما لم تقدم شخصيتين بمثل هذا الحجم من العطاء والنشاط والتواصل،و لا أبالغ إذا قلت أن كل فرد منهما كان يمثل مؤسسة كبرى للإبداع...
مؤسسة كبرى للتعليم والمراجعة والدفع بالمواهب وصقلها ومؤازرتها، بل والمساعدة في نشر الإبداعات القيمة، بما لهما من اتصالات بدور النشر، ورؤساء تحرير المجلات الأدبية...
أي خسارة تكبدتها الإسكندرية برحيلهما؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى