للّهو صوت مميز، وضوضاء مختلفة. خليط من ضحك وصراخ، لأطفال وكبار.
عندما يعلو بحدّ معين، يتحول، في أذن الجالس هادئاً بالناحية القريبة، إلى صوت آتٍ من بعيد. أو بوصف أدق، يأتي عبر حاجز ما، لكنه حاجز غير صلب. تماماً مثل الأصوات التي تصلك، عندما تغطّس رأسك في مياه البحر، أو تلك التي تصدر عن اليقظين حولك وأنت مستغرق في النوم. هي ضوضاء تشبه الصمت.
الأرض الواسعة مفروشة بالنجيلة. ومساحة منها خصصت لألعاب الأطفال، زحاليق ومراجيح مختلفة الأشكال والمقاسات.
في الجانب الآخر البعيد، صياح هيستيري، وأفرع نور معلقة متداخلة فيما بينها. تتقاطع معها أشعة ليزر، متعددة الألوان، وتتحرك بشكل هيستيري.
غير أن تلك الأشعة، لم تكن تصل إلى رأس الدمية العملاقة، المبتسمة.
كان جذعها يميل إلى الخلف قليلاً. وذراعان فردتهما بانفراجة بسيطة، مثل شخص يتأهب للترحيب. عالية الصدر برقبة عريضة، تتناسب تماماً مع الوجه الكبير، وجنتان بارزتان، وفم غليظ الشفاه.
الرداء القماشي، بلونيه الأبيض والتركواز، ينتهي عند الوسط، ليُستكمل بتنورة معدنية من سلاسل غليظة تداري نصفها الأسفل.
في كل سلسلة من تلك السلاسل، يتعلق مقعد، حاملاً طفلاً يبدو عليه الصراخ مختلطاً بالبهجة.
كانت تلفّ حول نفسها ببطء يلائم حجمها الكبير، وثِقل يزيد هيبتها. ترتفع التنورة المعدنية كأن الهواء يحملها بخفة. لتكشف، من أسفلها، أسطوانة كبيرة الحجم تحل محل الساقين.
أصحاب المقاعد المعلقة في ذيل التنورة، سيئو الحظ. لأنهم، بالتأكيد، يشعرون بالخطر من كونهم في الناحية الأضعف بسبب ميلان الجذع إلى الخلف. سوف ينتهي أمرهم تماماً إذا انهار الجسد الضخم فجأة.
الجالس هادئاً بالناحية القريبة، لم يكن متأكداً تماماً، من أن الفم غليظ الشفاه، يحمل شبح ابتسامة، يروح ويجيء بين لفّة وأخرى.
* قاص مصري، وهو ابن الكاتب المصري الراحل إبراهيم أصلان، صدرت مجموعته القصصية الأولى «شبح طائرة ورقية» عن «دار العين للنشر».
* عن الاخبار
عندما يعلو بحدّ معين، يتحول، في أذن الجالس هادئاً بالناحية القريبة، إلى صوت آتٍ من بعيد. أو بوصف أدق، يأتي عبر حاجز ما، لكنه حاجز غير صلب. تماماً مثل الأصوات التي تصلك، عندما تغطّس رأسك في مياه البحر، أو تلك التي تصدر عن اليقظين حولك وأنت مستغرق في النوم. هي ضوضاء تشبه الصمت.
الأرض الواسعة مفروشة بالنجيلة. ومساحة منها خصصت لألعاب الأطفال، زحاليق ومراجيح مختلفة الأشكال والمقاسات.
في الجانب الآخر البعيد، صياح هيستيري، وأفرع نور معلقة متداخلة فيما بينها. تتقاطع معها أشعة ليزر، متعددة الألوان، وتتحرك بشكل هيستيري.
غير أن تلك الأشعة، لم تكن تصل إلى رأس الدمية العملاقة، المبتسمة.
كان جذعها يميل إلى الخلف قليلاً. وذراعان فردتهما بانفراجة بسيطة، مثل شخص يتأهب للترحيب. عالية الصدر برقبة عريضة، تتناسب تماماً مع الوجه الكبير، وجنتان بارزتان، وفم غليظ الشفاه.
الرداء القماشي، بلونيه الأبيض والتركواز، ينتهي عند الوسط، ليُستكمل بتنورة معدنية من سلاسل غليظة تداري نصفها الأسفل.
في كل سلسلة من تلك السلاسل، يتعلق مقعد، حاملاً طفلاً يبدو عليه الصراخ مختلطاً بالبهجة.
كانت تلفّ حول نفسها ببطء يلائم حجمها الكبير، وثِقل يزيد هيبتها. ترتفع التنورة المعدنية كأن الهواء يحملها بخفة. لتكشف، من أسفلها، أسطوانة كبيرة الحجم تحل محل الساقين.
أصحاب المقاعد المعلقة في ذيل التنورة، سيئو الحظ. لأنهم، بالتأكيد، يشعرون بالخطر من كونهم في الناحية الأضعف بسبب ميلان الجذع إلى الخلف. سوف ينتهي أمرهم تماماً إذا انهار الجسد الضخم فجأة.
الجالس هادئاً بالناحية القريبة، لم يكن متأكداً تماماً، من أن الفم غليظ الشفاه، يحمل شبح ابتسامة، يروح ويجيء بين لفّة وأخرى.
* قاص مصري، وهو ابن الكاتب المصري الراحل إبراهيم أصلان، صدرت مجموعته القصصية الأولى «شبح طائرة ورقية» عن «دار العين للنشر».
* عن الاخبار