عماد الدين التونسي - الْفصْلُ الْخامِسُ

عِنْد بوّابةِ معْبرِ الْإِرْتِقاءِ
صممٌ أخْرقٌُ يبْتلِيهِ هُو
يُمارِسُ عليْهِ طُقُوس النِّسيانِ
يتغلْغلُ فِيهِ..يقْهرُهُ
لِيثِب على وجْهِهِ
مهْزُومًا مكْسُورًا..يسْكُنُهُ التّوهانُ
كمنْ تُكحِّلُ بِرمادِ الْقِصصِ الْمُمزَّقةِ
جُفُونها الْمُبلّلةِ
نزِيفٌ إِمْتدّ سيلانُهُ إِمْتِداد السّنواتِ الْعِجافِ
جُبْنٌ قاهِرٌ يهْزِمُهُ..يُخْضِعُهُ هُو
لِغُلُوِّ الْأساطِيرِ الْمُلوّثةِ بِالزّيْفِ و الْحيْفِ
كمْ يتمنّى أنْ يكُون حِكايةً هُو
تُتْلى..آياتٌ بيِّناتٌ مِنْ عصْرِ السِمْسِمْ
زمنِ مواسِمِ قطْفِ زهْرِ السّوْسنِ
إلى عهْدِ السّلْوى و شدْوِ الْبلابِلِ ..غِنْوةً
كمْ يتمنّى أنْ يكُون رِوايةً هُو
تُرْوى..لِلْمُنْتهى
نَيْزكًا..يحْمِلُهُ يحْضُنُهُ لِِيعُود لهَا
علّها تضُمُّهُ تُهْدِيهِ الْمأْوى..الدَّثار والنّجْوى
حوّاءُ هِي
فرْحتُها بيْن أنامِلِها قطْعةُ حلْوى..بِمذاقِ الرِحْلةِ
والْْإِثْنان ..فراشتانِ مُسافِرتانِ ببِساطٍ مرْمرِىٍّ
لِلْجنّةِ الْموْعُدةِ
الآن ..مُعْترِفٌ هُو
و حُرُوفُهُ الْعطْشى..لِزّبدِها هِي
لِعِطْرِها..لِمواوِيلِها هِي
كُلُّهُ مُؤجّلٌ..ما بيْن شُرُوقِ شمْسِها هِي
و إِحْتِراقِ نجْمِهِ هُو
ما بيْن قداسةِ قرابِينِها هِي
و عنْجهِيّتِه..عرْبدتِهِ هُو
خائِفُ مِنْهُ هُو..عليْها هِي
فالْهوى هواها..و الْمُنى مُناها
هيّا..أيُّها الْهُو
أُرْكُنْ إِلى الْهِي
ثِقْ فِيها و بِها
مُدّ يديْك..إِعْطِها الرِّيشة و الْألْوان
ودعْها ترْسُمُك لها..فصْلاً خامِسًا

عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيُّ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى