صابر العبسي - ضحكات سوداء

هُوَ وحْدَه الجِنرالُ
يبْدُو مقْمرا متبرّجا أعْلَى
كما لوْ أنّه التمثالُ وسْط الشارع المنْذورِ للغثيان
يضْحكُ، تضْحكُ العنْقاءُ والطلاّبُ
والسيّاحُ والحجّاجُ والخنْساءُ
يضْحك،
تضْحكُ الأشْجارُ والشرْطيُّ والدّوريُّ
والشحّاذُ والصرْصُورُ
يضْحكُ،
يضْحكُ الشّهداءُ والنقّادُ والكتّابُ،
كلُّ المعْدمين،
المُومِسَاتُ و باعَةُ الأزْهارِ
والبيْضِ المُملّح والجَرائدِ والسّجائر
ههنا من ليْسَ يضْحَكُ سوْفَ يفْقدُ رشْدَه
منْ ليْسَ يضْحكُ سوْفَ يلْقَى حتْفَهُ
لمْ يبْقَ إلاّ الله
لمْ يرْقصْ
ولمْ يضْحكْ فِفيِ الملْهَاةِ هَذي
وحْدهُ الجِنرالُ يضْحَكُ
وهْوَ يدْركُ فِي قرارة نفْسِهِ
لاَ يضْحكُون سَعَادةً
بلْ يضْحَكونَ مَخافةَ حتْفِهم
لاَ يضْحكون،
ويضْحكون،
ويضْحكُون،
علَى وضَاعةِ حالِهم



من كتاب الجنرال الذي أسقطت عرشه عربه



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى