كمال انمار - وحدُكَ أيُّها الميّت

وحدَكَ تعدُّ ركامكَ
لم يبقَ شيءٌ سوى جرحٌ للإنهيارٔ
وحدَكَ تلاكمُ الزمنٔ
تختبئُ في ظلمةِ الخوف
تعودُ إلى سرِّكَ الأخيرِ في صداك
و تصرخُ في الفناء : الموتُ يغنّي
الموتُ يجتاح ألحان الشَّجر المزين بالضحكات
النهايةُ تقتربُ كغيمةٍ تراقبُ رمشكٔ
شقُّ الضلالِ يقتربُ من جفنكٔ
و أنت لا تزال تراقب موتك

وحدَكَ تغرقُ في بئرِ أحرفكٔ
تنادي نبي اللغة،لن يسمعك
تذرفُ من روحِكَ حربٌ أخرى
و تنامُ على أملِ مجدكِ الأخيرْ
ثم تُقتلُ،بقبلةٍ هادئةٍ من وجهِ السماء
ترتعدُ موتاً،لتصل الندوبُ حتّى ملامح الإله

لكن لن يسمعُك أحدٔ
فالصمتُ لونٌ أسودٌ يحيطك
يتقاسم غنيمته بكْ
ثمَّ ينتظركَ العدمٔ
لتسلكَ الخلودَ في الخواءِ البعيد
و تموتُ في براري الجنّةِ سعيداً
تحملُ جثتكَ،كما يحملُ الطفلُ لعبته
تسيرُ بها حتّى قبرك،
ترن الساعةُ ،ساعةُ خوفكْ
تموتُ حينها على أَلسنةِ الشعور
ثم تحيا هنا حيثُ تسكنُ صدى الأَرواحْ
و تتراقصُ بعدها اجزاؤُكْ
فأنتَ نغمٌ ذوى جمالهُ
و الوداع رقصةٌ أخيرةٌ شاحبةٌ تُشبهُ الموتٔ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى