شريف محيي الدين إبراهيم - الفئران.. قصة قصيرة

الهرة الشرسة ،أكلت طعام الكلب. ..!!
الكلب كان نائما فى غفوة من غفواته أو لعله أغشي عليه، لفرط ما تجرع من خمر ليلا هو واللبؤة العجوز .
أعلن سكان المستعمرة،حزنهم لما حدث وجعلوا يذيعون فى كل القنوات الفضائية تعازيهم للكلب واستياءهم مما فعلت القطة الشرهة.
توقف كبير الفيلة الأعمى ،عن عمله فى ضبط الأمن الداخلى، و حراسة تخوم المستعمرة ،غادر مكانه بعد أن أصدر تعليماته،بالانسحاب ،لجميع أبنائه، وإخوانه ،وكل قطيع الفيلة ،وأعلن العصيان العام و الاحتجاج على القطة الشرسة ،و الكلب العربيد ، و صديقته اللبؤة العجوز.
سكان المستعمرة تواروا فى بيوتهم جزعا .
خافوا من اللبؤة و الفيل، والكلب ، والقط ، بل وخافوا من أنفسهم !!
ولكن حين غشيتهم فلول الجراد ، فكادت تقضى على الأخضر واليابس، فزعوا ،وتساءلوا فيما بينهم..
كيف يمكنهم أن يرغموا الفيل على متابعة وظيفته ؟!
لامفر إذن، من اللجوء، إلى أنثى الأسد .
وهنا قال حكماء المستعمرة: صحيح هى عجوز طاعنة فى السن، إلا أنها من أصل عريق ، ولابد أن ينتصر الحق فى داخلها على الباطل فهى فى النهاية ملكة سليلة ملوك .
وحين ذهبوا إلى قصر اللبؤة، وجدوا أن القطة الشرسة قد حلت محلها، وأن اللبؤة تقوم برحلة علاجية،خارج المستعمرة....

علموا أنها تقوم بعملية تجميل كبرى ستعيد إليها جزءا كبيرا من شبابها وحيويتها .
اجتمعوا على عجل ،ثم قرروا الاستعانة بالكلب .
خافوا من سوء طباعه، إلا أنهم أشاعوا فيما بينهم ،أنه لن يخذلهم،و حتما سيرتد لطبعه ككلب وفى.
ولكن الكلب طلب منهم مساعدته فى القبض على القطة، التى أكلت طعامه ،وجعل يخوض كثيرا فى ماهية هذا الفعل الإجرامي، ودلالته الخطيرة ،وما يمثله ليس له وحده فقط من إهانة بالغة،وإنما هو فعل شاذ يسئ لجميع سكان المستعمرة، ويقلب كل المعايير ويخل بموازين القوى ،حتى أن الكلب لم يعد يفكر إلا فى كيفية يردع بها هذه القطة المارقة، ويسترد كرامة المستعمرة الضائعة،ويعيد للكلاب هيبتهم ،وفى النهاية دعاهم جميعا لحضور فعاليات مؤتمر كبير تم إعداده لشرح وتوعية الشعب عن مخاطر القط والإسهاب فى صفاته وطباعه التى لا تخلو من مكر وغدر.
سكان المستعمرة أصابهم الهلع ،فهم لا قبل لهم جميعا بهذه القطة الشرسة.

الجراد سيطر على كل الأنحاء ...
الفوضى سادت وعم الخراب.
ألقى الحزن بظلاله ، وتحسر الحكماء على الأيام الخوالى !!
سكان المستعمرة، أصيبوا بالهياج الشديد، وصاروا يتعاركون ويقتلون بعضهم البعض لأتفه الأسباب.
إلا أنهم ،وبعد لأى ، قرروا الذهاب إلى الفيل ومحاولة إقناعه بالعودة إلى عمله .
قال حكماء المستعمرة: صحيح ان الفيل أعمى ،ولكنه فى النهاية قوى مهيب ، وهو بحجمه الضخم وصوته العالى له الحق أن يكون قائدا أو زعيما كبيرا ،،شريطة أن يعود إلى عمله ويحفظ لهم الأمن والأمان.
الفيل قابلهم مقابلة حسنة...
فرح بعرضهم هذا، إلا أنه طلب منهم شيئا واحدا وهو طرد كل الفئران من المستعمرة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى