شريف محيي الدين إبراهيم - القرين

ألمحه صدفة فى المرايا !!

ثمة أوجه، تتشابه كثيرا.

أما الروح ، فتكاد تكون متطابقة.

تحين منى بعض الالتفاتات، بعض الإيماءات، بعض العبارات.

تارة ساخرة وتارة أخرى تفيض حكمة، تمتلئ بالرحمة .

أباغت بالصدمة ،وأشعر وكأنه هو الذى يفعل .. فهذه لفتاته، وتلك كلماته، وذلك هو عين أسلوبه.

أسير فى طريق التطابق بسرعة مذهلة !!

هل تلبستنى روحه؟ !

أم أننى،هو ؟!

جل ما كنت انتقده فيه، صبيا، أفعله اليوم وكأننى مدفوعا بيد خفية !!

وأفاجىء نفسى كثيرا برؤية للناس والعالم تطابق مع رؤيته، التى كنت وقتها،لا أفهمها ،ولا أدرك مدى حنكتها.

فقط كنت أعارضه، وأشاكسه، إلى حد الصدام ، حتى التشاجر بيننا كان عنيفا لا هوادة فيه،ربما نالنى منه ركلة عنيفة، أوصفعة مدوية.

لم نتفق أبدا ،أو نلتقى معا، عند نقطة واحدة مشتركة .

تصادمت أفكارنا، وراحت كل واحدة تلعن الأخرى ،تسبها وتهينها، وتلعن زمانها .

ذلك الزمن الذى يخدعنا دوما ..

يستدرجنا ... يوقعنا بحيله الأخطبوطية ،و يحاصرنا بدوماته المتتالية.

و حين تملأنى الغربة، وتصفعنى أيامى بمراراتها ، يشتد بى الحنين، إليه ويأخذنى فى مداراته اللانهائية، أنهض، أهرع إلى المراية.

أبحث عن وجهه، وأبكى قليلا.
قبل أن يمد يده إلى ويأخذنى إلى عمق روحه.
أسأله المعونة، والنصح، أطلب منه أن يصلح لى ظهرى،الذى كاد ينكسر. .. أحادث نفسى،وأبتسم ،و يرقص قلبى فرحا ،عندما أسمع حشرجة صوته .

وتطفر الدموع من عينى، حين تطالعنى تقطيبة ملامحة،وهو ينفث دخان سجائرى.

تعليقات

أعلى