مقتطف شريف محيي الدين إبراهيم - ناقة صالح عليه السلام

من كتاب شاطئ النار والنور

هي معجزة النبي صالح، لقوم ثمود الذين طلبوا منه أن يبين لهم آية ليصدقوه .
نشأت في بلاد اليمن حضارة قديمة عظيمة القوة ، هي حضارة قوم ثمود ، و كان لتلك الحضارة العديد من مظاهر القوة و منها قدرتهم الفريدة على نحت البيوت و القصور في الجبال، و لكنهم لم يكونوا يعبدون الله واحدا أحدا لا شريك له ، فبعث الله لهم منهم، النبي صالح.
حين أخرج صالح لهم من الصخر ناقة و معها وليدها، أصيب قومه بالذهول والدهشة الشديدة، و هم يرون بأعينهم ناقة ومعها وليدها وهي تخرج من الصخرة!!!
أثرت معجزة الناقة في قائد القبيلة فآمن برسالة صالح و آمن به معظم أهل القبيلة وعاشت الناقة بينهم، تشرب من نفس البئر الذي يشربون منه، فكانوا يشربون منه يوما، و يتركون الناقة تشرب منه في اليوم التالي،وكانوا يحلبونها ويستفيدون من حليبها، الذي كان يكفيهم جميعا .
و طلب صالح عليه السلام منهم أن يحافطوا عليها ولا يمسوها بأي سوء
( و إلى ثمود أخاهم صالحا قال يقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم ءاية فذروها تأكل في أرض الله و لا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم)
بعد مضي فترة من الزمن، قررمن لم يؤمنوا بصدق ما جاء به النبي صالح قتل الناقة.
عندما عرف النبي صالح بما ينوي الكفار القيام به،غضب غضبا عظيما ، و أمرهم أن يتركوا الناقة في حالها هي ووليدها و ألا يقتلوها و إلا سينزل الله عليهم العذاب الأليم ، ولكنهم لم يكترثوا لقوله، فرموا الناقة ووليدها بسهم، وذبحوها بعد ذلك.
ولم يكتفوا بذلك بل طلبوا منه في سخرية، أن ينزل بهم العذاب الذي وعدوا به .
(فعقروا الناقة و عتوا عن أمر ربهم و قالوا يصلح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين)
حزن النبي صالح،حزنا شديدا بعد أن رآها في تلك الحال، و أخبر القوم أنهم سيلقون عذاب ربهم بعد ثلاثة أيام .
وبالفعل بعد مرور ثلاثة أيام ، سمعوا صيحة هائلة من السماء، اهتزت لها الأرض من تحتهم ، فلم ينج من الهلاك إلا من اتبع النبي صالح عليه السلام و آمن برسالته.

* فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين* فتولى عنهم و قال يقوم لقد أبلغتكم رسالة ربي و نصحت لكم و لكن لا تحبون الناصحين*) سورة الأعراف.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى