جبار الكواز - بينولوبي

بينولوبي
في وحدتها تحوك النهر
وهو يئنّ بين اصابعها
كانت تهدهده بأغان بلبل ثمل ما عبر البحار يوما
وما غرد فوق عاقولة بابل وهو يعيش عجاجاتها عبر العصور
بينولوبي
الغارقة في دهاء الحروب
وهي ترى (اليانكي)يدوس شارع الموكب وروث دباباته يدنس حجر الالهة
انهمكت في مغزلها المكسور
كأنّ(عوليس) سيأتي غدا
نظرت الى النهر وهو بين اصابعها
يطوي موجاته خشية جفاف آت
ويتفلّت ويتلفّت
خوفا من حراس الاسوار
وعماليق السماء
ووحوش النهر
بكت
لم تجد غير دمعاتها
شاردات في برية روحها
وهنّ يمسحنَ عثارَ سنواتها بملح الاهوار
بينولوبي
الغارقة بالحزن
والانتظار
لم ترسل برقية الى (عوليس)
وهو في كانون الحرب
يصرخ يائسا كلما ذكرها ناطرة افقه وهي تحوك ايامها
نهرا
للموت...
لم تكن ثمة همسة أبرقتْ وما غادرتْ مقبرةَ الانكليز
ورتلَ (ونشستر)
وهو يخترق اراضي (الرستمية)
كجراد ظاميء
كانت اقدام جنوده(السيك)
تدسّ نذورها في مقبرة اخرى
ما زالت اغاني القتلى فيها ترفع عنان السماء الى غروب عاطل عن الحياة
بينولوبي
وهي ترى النهر
وشالها القديم بللته بالاحزان
نهضت الى اقرب مقهى لتحتسي شايا باردا
كان عوليس هناك ملثما بلثام الحرب وهو يقصّ على جنوده الموتى
حكايتها
التي نازعها النهر
فلا النهر جفّ
ولا شالها احترق بآهاتها
كانت الحرب في الافق
تدمدم رعدا ودخانا
والجنود العائدون
مشيا
يساقون الى منصات الاعدام
وهم في احلام يقظتهم يقاتلون
الريح الصفراء
دون خوف
بينولوبي
وعوليس
انهمكا في حياكة النهر الضاميء
بعد ان سرق الجنود
ابارنا
بالشتائم
والورق الأخضر
والثارات
بنولوبي



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى